تعتبر ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات من الظواهر السلبية المنتشرة، ورغم المنع والتحذير من خطورة هذه الألعاب إلا أن بيعها ما زال منتشرا في الأسواق الكبيرة حيث يفترش الباعة بلا رقيب، والجهات المعنية تقف عاجزة أمام رغبات الأطفال وجشع التجار فلا تحرك ساكنا حيث يوفر باعتها للأطفال كونهم الزبائن الدائمين خاصة مع قدوم احتفالات عيد الفطر، بالرغم مما تشكله من خطر ليس على مستخدميها فقط بل على الآخرين المتواجدين في محيط استخداماتها، لما تسببه من حروق تؤدي في الغالب إلى عاهات مستديمة، بالإضافة إلى ما قد تسببه من اشتعال للحرائق، كما أن هذه الألعاب خطرة على طبلة الأذن، كما أكد أطباء الأطفال في أن الصوت الذي تصدره المفرقعات يتسبب في خلل وظيفي في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين ،كما أن الرماد المتطاير منها يضر بالعين مما يسبب حروقا فيها وتمزقا للجفن ودخول أجسام غريبة إلى العين ثم انفصال الشبكية، بالإضافة إلى أن خطورة الألعاب النارية لا تقتصر على الضرر الجسماني فقط، بل أصبحت عادة سلوكية سيئة عند بعض الأطفال تلحق الأذى بالآخرين وتتسبب في إزعاجهم وتثير الرعب والفوضى في الشوارع والأحياء خاصة الأماكن المزدحمة، مما يترك آثارا نفسية على الأطفال. واتفقت السيدات على خطورة هذه الألعاب وقلقهن الشديد من استخدام أطفالهن لها، كما طالبن الجهات المعنية بالحد من هذه الظاهرة واقتصارها على الساحات والملاعب المخصصة لذلك. وفي ذلك تقول أم أحمد: «بمجرد دخول رمضان وقبل العيد أضع يدي على قلبي من شدة الخوف، فهذه القنابل الموقوتة تباع في كل مكان بلا رقيب، وأطفالي لا أستطيع السيطرة عليهم أو منعهم من اللعب بها مما يجعلني في قلق دائم». بينما ترى أم عبد الإله أنها لا تجد مبررا للخوف المبالغ فيه من الألعاب النارية «المطلوب من كل أم أن تشدد الرقابة على أطفالها ولا تتركهم يبتعدون عن ناظريها أثناء اللعب، وأن يقتصر ذلك على المهرجانات والمناسبات الرسمية». بينما تطالب حميدة الراشد الجهات ذات العلاقة بمنع بيع الألعاب في الشوارع ومعاقبة من يفعل ذلك. وتروي الراشد قصة حدثت لأحد أقربائها، «ابن شقيقتي فقد إحدى عينيه العام الماضي نتيجة لعبه بالمفرقعات النارية، ويكفي الأطفال أن يتمتعوا بهذه الألعاب في الساحات العامة وتحت أعين الرقيب». كما عبر مشعل السنان عن استيائه من سماح بعض الأهالي لأطفالهم باللعب بهذه الألعاب الخطرة على الرغم مما تسببه من أضرار، وتمنى من الجميع التكاتف لمنع هذه الظاهرة. كما أكد خالد الحسني أن المسؤولية تقع أولا وأخيرا على الوالدين لأنهم تركوا أبناءهم يلعبون بهذه الألعاب الخطرة، فهم أمانة في أعناقهم يجب المحافظة عليها، وطالب الجهات المسؤولة الأخذ على يد كل من يساهم في انتشار مثل هذه الألعاب الخطرة على الفرد والمجتمع. من جانبها أكدت أم سالم، وهي بائعة متجولة، أنها تكسب رزقها من «البسطة» التي تبيع فيها طوال العام وفي رمضان، وأنه مع قرب يوم العيد تكثر الطلبات التي تحصل عليها من التجار، وترى أنها وسيلة للتسلية يجب التعامل معها بحذر ومراقبة الأطفال أثناء استخدامها. وكان للأطفال رأي آخر، حيث عبر الطفل مصعب الشيخ عن حبه الشديد للألعاب النارية، وقال إنها ليست خطرة، ولكن على الأطفال أثناء اللعب بها ألا يوجهوها إلى بعضهم البعض، وأنه يجب ألا يلعب بها من هو أقل من سن ست سنوات. ويشير الطفل محمد إلى أنه يحب الألعاب النارية كثيرا وطلب عدم منعه من اللعب بها. وتعتبر الطفلة زينب أن الألعاب النارية هي متعتها الأولى ولا تمر مناسبة رمضان والعيد دون أن تلعب بها ولن تتخلى عن ذلك أبدا.