لم نقرأ لوزير تربية وتعليم حوارا كاملا عن النشاط الثقافي وحضور الوطن كتيمة لا يمكن المراهنة عليها، كما قرأنا ذلك في حوار الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم، يوم السبت في عدد «عكاظ» رقم 3366، فوزارة التربية والتعليم كمعقل من معاقل صناعة العقل والفكر كان لابد ومنذ زمن أن تدار بعقل ثقافي، أكثر من عقل إداري فقط كدس المشاكل والآلام والأحزان التي نعانيها من وضع مترد لوزارة تعتبر هي الأساس والمهاد لتقدم الأمة أو العكس! ونحن نلحظ العمل الدؤوب لوزير التربية والتعليم في تغيير النظرة السلبية لأداء الوزارة أو خروجها من العباءة التقليدية والعمل الورقي البحت إلى آفاق معرفية أخرى مثل الاهتمام بالآثار، التراث، والاعتناء بالحضور المشرف لمنسوبي الوزارة أو أبنائها في المحافل الوطنية أو العالمية، كل ذلك يحتاج إلى وقفات كثيرة تعنى بالتحليل والقراءة النقدية الجادة للخروج بنتيجة مفادها أننا أمام عصر جديد، وفكر مختلف يدير الوزارة! فالإدارة فن وحضور ومهارة قبل أن تكون وجها متجهما وأسطولا من السكرتارية، وتصريحات ما يطلبه الجمهور، كل ذلك لايغني من العمل شيئا! وكان العمل للوطن دون الاهتمام بالحضور الإعلامي العالمي أهم بكثير في نفس سمو الوزير من أي شيء آخر، يظهر ذلك جليا من خلال الاهتمام بجدة القديمة، والمحافظة عليها في قوله (أهم بكثير لنا كسعوديين من دخولها اللائحة العالمية)، فجدة هي نموذج مصغر لوطن غال احتضنه سموه في قلبه كسعودي أحب وأخلص لعشقه، ليقدمه لكل أبنائه طالبات وطلابا قصيدة عشق تترنم أن الوطن أغلى وأسمى من المراهنة عليه! لتتوالى تلك القصيدة ويأتي نجران البيت التالي لرسل السلام الكشافة ليحطوا رحالهم فيه بعد الدرعية في ذكرى اليوم الوطني من خلال برنامج (أنا الوطن) الذي ترعاه الوزارة، وعادت إلينا أنشودة الطفولة تدغدغ مشاعرنا (ربوع بلادي علينا بتنادي) بعد أن كدنا ننساك وطني! فالوطن حاضر وبقوة في كلام سمو الوزير تلك الكلمة التي كانت خطا أحمر، ونحن لا ننسى معركة (النشيد الوطني) وهل يجوز قوله أو الوقوف عند إنشاده أم لا! كل ذلك حديث من الماضي إذا علمنا أن الاحتفال باليوم الوطني مناسبة رائعة نحتفل بها سنويا في مدارسنا، وأصبح الحديث عن الوطن خطا أخضر نفخر به كسعوديات وسعوديين، ألا نستطيع القياس بعد ذلك والتفاؤل أن مشكلات المعلمات والمعلمين والمناهج، والمباني المدرسية المتهالكة، وخريجي اللغة العربية، وبقية الهموم في طريقها للحل عطفا على معركة (الوطن في مدارسنا)؟! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة