مر المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية ومنذ بداية الإجازة الصيفية بحالة من الركود إلى حد الحيرة، ازدادت وتيرتها مع دخول شهر رمضان المبارك، مما انعكس ذلك سلبا على تناقص قيم التداولات حتى سجل المؤشر العام معها أقل مستويات عند خط 5968 نقطة والسيولة اليومية وصلت إلى أقل من مليار ريال، والكميات إلى أقل من 47 مليون سهم، حتى أصبح من الصعوبة فهم مجرياته اليومية أو حتى الأسبوعية والشهرية، كما أصبح من الصعب تحديد أسباب تلك الحيرة ولكنها تأتي مجتمعة بسبب الأزمات المالية التي شهدتها الأسواق المالية العالمية خلال الفترة الماضية، مما حدا بالسوق السعودية إلى العودة والاعتماد على محفزاتها الشخصية والمتمثلة في أسعار النفط وأسعار منتوجات الشركات البتروكيماوية، التي هي الأخرى شهدت تراجعاً وعدم استقرار في الفترة الأخيرة، لتفقد السوق على أثرها بريقها في عيون السيولة الاستثمارية، لتأتي أسهم الشركات التي طرحت أخيراً للاكتتاب العام سواء بعلاوة أو بدون علاوة في فوهة الأسهم الأكثر تضررا من غياب محفزات السوق. إجمالا تلقت السوق في اليومين الأخيرين من تعاملات الأسبوع الماضي، خبرا تحفيزيا حول أرباح البنوك، وبما أن السوق تفتقر إلى المحفزات ومنذ فترة تمتد إلى أكثر من ثلاثة أشهر، سرعان ما تجاوبت مع هذا المحفز رغم أنه ليس من محفزاتها الدائمة، وهذا طبيعي حيث يمكن لها تعويض ما فقدته خلال تلك الفترة في جلسة أو جلستين، فليس من المهم هل السوق في حالة هبوط أو صعود، من المهم أن تكون السوق جذابة للسيولة الاستثمارية التي تهدف إلى التوطين، ومن أبرز الأسباب التي أدت إلى عزوف السيولة الاستثمارية عن الدخول هي عدم استقرارها على مدى ما يتجاوز أربعة أعوام، فالسيولة الاستثمارية تبحث عن المؤشرات التي تتحرك بمنطقية، وليس الهبوط القاسي والصعود المفاجئ الذي يؤثر على اتخاذ السيولة قرار الدخول أو الخروج في الوقت المناسب، خاصة أن المضارب اليومي تقلصت أمامة الفرص، وذلك نتيجة تذبذب المؤشر العام في نطاق ضيق لم تتجاوز خلاله المكاسب على كثير من الأسهم أجزاء الريال. على صعيد التعاملات اليومية أغلق المؤشر العام تعاملاته في آخر جلسة عند خط 6158 نقطة، في المنطقة الإيجابية، وفوق نقطة الصفر التي بدأ منها تعاملاته لعام 2010م، ومن المنتظر أن يبدأ تعاملاته اليومية على ارتفاع طفيف، حيث يعتبر خط 6180 نقطة أول مقاومة تواجه ثم خط 6200 نقطة يليه6237 نقطة، فيما لديه نقطة دعم أولى تقع على خط 6121 نقطة ومن المهم عدم كسرها في الثلاثة الأيام المتبقية وقبل بدء الإجازة، ويقوم المؤشر العام حالياً بمحاولة بناء مسار صاعد قصير بين المنطقة الممتدة من 6274 إلى 6313 نقطة من الصعب تجاوزها إلا عن طريق سهم سابك.