تتلهف الأنفس قبيل ساعات الإفطار بحثا عما لذ وطاب من المأكولات، فيخرج الزوج منطلقا لشراء ما لذ وطاب فيعود لمنزله ويداه محملتان بالبضائع، بينما تتفنن ربات المنازل في الطهي، وحين ينطلق صوت الحق معلنا انتهاء الإمساك تنطفئ لهفة الجوع ويصبح مصير ما تحويه المائدة حاويات القمامة. كثيرة الأسر التي تحتار في مصير ولائم الإفطار، تقول ماجدة العمري: تكتظ مأدبة إفطار رمضان بأنواع شتى من الأطعمة، وحين يترفع أذان المغرب لا تأكل الأسرة من تلك المائدة إلا القليل، فيصيب ربات المنزل حيرة في أمر ما طهونه. وتضيف تنقسم الأسر إلى أصناف عدة حيال موائدها الرمضانية، فمنهم من يرمي ما تبقى، ومنهم من يخزنه ليوم آخر وأسر أخرى تتصدق به على المارة في الشوارع في ظل عدم وجود جهات تستقبل الفائض من الأطعمة. من جهتها أكدت فاطمة سليمان أنها تعد لمائدة الإفطار كل ما يطلبه منه أبناؤها، فنكهة رمضان لا تتكرر إلا مرة واحدة كل عام، تقول: فاطمة أدخر الفائض من مأدبة الإفطار لأسخنه في السحور، وبذلك أكون مستفيدة من ما أعددته في الإفطار. وتضيف: حين يخرج زوجي لأداء صلاة العشاء والتروايح أخصص كمية من الطعام لأقدمها للمحتاجين المنتشرين في الشوارع في ظل عدم وجود عدد كاف من الجمعيات تهتم بهذا الجانب. أما نوال أحمد التي وصفت الحال بالمعاناة فتقول: منذ ثلاث سنوات وأنا أعاني من فائض وجبة الإفطار ويرفض أبنائي تناوله على السحور، فاتفقت مع سيدة كبيرة في السن تحضر بشكل يومي لتأخذ نصيبها منه، بينهما أغلف الباقي ليوزعه زوجي وأبنائي في حال خروجهم من المنزل. وأوضحت هبة ناصر أنها تقدم بقية الطعام للمحتاجين الذين تصادفهم في الشارع ساعة خروجها لأداء الصلاة في المسجد، وتتساءل هبه عن عدم وجود مكتب خاص يستقبل باقي الأطعمة بشرط أن تكون في حالة جيدة وهو بدوره يوزعها على مستحقيها. اتصلت «عكاظ» بالمكتب الوحيد في جدة لاستقبال الفائض من الطعام والذي أكد مسؤول فيه أن أعماله تتوقف في رمضان ويعاود نشاطه في أول أيام شوال؛ لأنه وحسب المصدر يعتمد على الولائم الفندقية وقصور الأفراح.