مع بدء شهر رمضان الكريم، تنتشر بالمساجد في هولندا ظاهرة موائد الرحمن والإفطار الجماعي شأنها شأن ما يحدث في دولنا العربية والإسلامية، حيث يحلو التسامر بين أفراد الجاليات الإسلامية وتبادل شؤون الدنيا والدين في حفلات الإفطار، غير أن بعض المساجد في العاصمة أمستردام ولاهاي وعددا من كبريات المدن الهولندية قد لجأت إلى تقليد جديد بعيد عن موائد الإفطار الجماعية. وذلك بتوزيع وجبات إفطار جاهزة ومعلبة على الأسر المسلمة المحتاجة. يأتي ذلك انطلاقا من ملاحظة القائمين على هذه المساجد، أن الزوجات والفتيات يشعرن بالخجل من التوجه إلى موائد الرحمن بالمساجد، ويقبعن بالمنازل في حين يتوجه الرجال والأبناء بمفردهم إلى هذه الموائد، الأمر الذي يؤدي إلى تشتيت الأسرة المسلمة، وعدم التفافها على مائدة إفطار واحدة. يتم من خلال التقليد الجديد توزيع علب الطعام بعدد أفراد الأسرة حتى تتمكن الأسرة بكل أفرادها من الاجتماع معا على مائدة الطعام وقت الإفطار، واستشعار حلاوة الجو الأسري في أجواء رمضان بروح إيمانية فيها صور أكيدة للتكافل الإسلامي دون حرج ودون خجل. ولا يقتصر الأمر على وجبات الإفطار فقط، بل أيضا تقوم هذه المساجد بتوزيع وجبات خفيفة للسحور تشمل قطع الجبن والحلوى والمربى وبنفس الأسلوب على جميع أفراد الأسرة. يقول الشيخ التركي "أكمل زاردان" في تصريح إلى "الوطن": لاحظنا في السنوات الماضية أن موائد الرحمن لا يمكن اجتماع النساء والرجال حولها، وذلك لأن النساء يشعرن بالحرج من التوجه للمساجد وتناول الطعام مع أزواجهن وأبنائهن على الموائد العامة التي يتم تجهيزها لإفطار الصائمين، والتي غالبا ما يتوافد عليها الرجال والشباب، لذا رأينا اتباع هذا الأسلوب لتوزيع الأطعمة على الراغبين من الأسر المسلمة، وعلى الرغم من ذلك يقول الشيخ زاردان: تبقى مائدة الإفطار الجماعي بالمساجد تقليدا لا ينتهي وفقا له، خاصة للعزاب والشباب صغار السن.