رفضت محكمة التمييز في مكةالمكرمة المصادقة على الحكم الصادر من المحكمة الجزئية في المدينةالمنورة ضد «هامورة المدينة» والقاضي بسجنها 15 عاما وجلدها 1500 جلدة، وطالبت محكمة التمييز إعادة النظر في الحكم الصادر وتخفيفه. ويأتي الحكم الجديد نقضا للحكم السابق الذي يقضي بسجنها 20 عاما وجلدها 1500 جلدة، حيث قلص ناظر القضية عدد سنوات السجن خمس سنوات، فيما أبقى على عدد الجلدات الصادرة ضد المتهمة. من جهته، تقدم وكيل الهامورة الجديد بلائحة اعتراض لدى المحكمة بشأن الحكم في الحق العام، مطالبا بإعادة النظر مرة أخرى في حيثيات القضية وتخفيف العقوبة ضد موكلته. وفي حال أصدرت المحكمة الجزئية حكماً جديداً ضد الهامورة يكون هذا هو الحكم الثالث الذي يصدر بحقها خلال الشهرين الماضية. وجاء نقض الحكم الأول والذي قضى بسجنها 20 عاما والجلد 1500 جلدة بناء على اعتراض تقدم به محامي «هامورة المدينة» المستشار القانوني خالد رياض، مطالبا بإعادة النظر في الحكم، حيث تقدم بلائحة اعتراضية مكونة من نحو 15 صفحة تضمنت 11 سببا تشرح عدم قناعة المحامي بالحكم الصادر. وكانت المحكمة الجزئية في المدينةالمنورة أحالت المعاملة إلى محكمة التمييز في مكةالمكرمة للمصادقة النهائية على الحكم الجديد. وكانت المحكمة العامة في المدينةالمنورة قد أحالت معظم القضايا الخاصة ب«هامورة المدينة» إلى الدائرة التجارية في ديوان المظالم، كونها الجهة الاختصاصية في قضايا الأعمال التجارية، كما طالبت جميع من لديه دعوى جديدة ضد المتهمة أن يتوجه إلى المحكمة الإدارية صاحبة الاختصاص في قبول قضايا الأعمال التجارية. وكانت «عكاظ» قد نشرت عن مصادر مقربة من الهامورة أنها تسكن في أحد الأحياء الشعبية شمال المدينةالمنورة، داخل منزل يضم في أروقته ثمانية أشخاص بينهم معوق. وقالت المصادر إن الهامورة لا تحمل سوى الشهادة الابتدائية، ولا تعلم كيفية التعامل مع الحاسب الآلي، وعدم قدرتها على الدخول لحسابها المصرفي أو إجراء عمليات البيع والشراء عبر الطرق الإلكترونية. وأضافت المصادر أن أسباب التزام الهامورة الصمت أثناء جلسات المحاكمة هي عدم قدرتها الحديث بطلاقة لوجود مشكلات في النطق، خلافا لعدم اعترافها حتى الآن عن أي شريك متورط معها. وأشارت المصادر إلى أن الهامورة تدرجت في عملها من حارسة لإحدى المدارس الابتدائية قبل انتقالها للعمل كمندوبة في إحدى شركات التجميل، وانتهاء بتكوين علاقة مع مجموعة عاملات في المسجد النبوي دفعنها لفكرة جمع الأموال ابتداء من مرتادي المسجد. في حين تبلغ الهامورة ال 40 من عمرها، وأم لسبعة أبناء، إذ تمكنت قبل عامين من جمع 16 مليون ريال عبر 120 مساهما بهدف المتاجرة في سوق الأسهم، قبل أن تتوقف عن تزويد المساهمين بالأرباح، نتيجة للانهيارات المتلاحقة التي أصابت السوق، ما دفع المساهمين لرفع شكاوى ضدها أمام الجهات الأمنية للمطالبة بأموالهم.