الشخصيات الموهوبة المتعددة التي عاشت طويلا في دواخل الراحل غازي القصيبي، جعلت منه بشكل أو بآخر المحتفي الأول بكل إبداع صادق، ومما يذكر في هذا الجانب تشجيعه لنجوم الطفرة الإعلامية الحديثة انطلاقا من مراحل تأسيس MBC في لندن، وما تلى ذلك من قفزات إعلامية هائلة. كان يذكر له أثناء عمله كسفير للمملكة في لندن وقتها رعايته لهذه المرحلة من الإعلام العربي وتحديدا السعودي المهاجر، وتحدث حول تلك الرعاية كثير من نجوم تلك المرحلة، مثل: كوثر البشراوي، نشوى الرويني، سعود الدوسري، وكثيرون غيرهم، كما كان لزملائه مثل الدكتور محمد أحمد الصبيحي الكثير من المواقف المشتركة التي تدلل على مكانة الراحل في خريطة الثقافة والإعلام العربيين، كذلك كان في العام 2000 دعمه الكبير للفنان التشكيلي والإعلامي سمير الدهام موقفا مع الراحل الدكتور غازي القصيبي يرويه لنا قائلا: كان لي موعد مع الدكتور غازي القصيبي (يرحمه الله) في مدينة الضباب (لندن) عندما كان سفيرا لخادم الحرمين الشريفين في بريطانيا.. والمناسبة إقامة المعرض المتجول للفن التشكيلي السعودي، الذي نظمته الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في العديد من دول العالم، وكنت مكلفا بالإشراف على كافة محطاته ال(12) التي جالها المعرض.. وفي نهاية المعرض قمت بإهداء إحدى لوحاتي المشاركة في المعرض، وهي عن الطفل الشهيد محمد الدرة.. للدكتور القصيبي الذي تقبلها بالكثير من الحفاوة والترحاب قائلا: لقد جاءت هذه اللوحة في الوقت المناسب واستأذنني يرحمه الله بأن يستعيرها لتكون غلافا لكتابه الذي يصدره شعرا عن حدث الانتفاضة، وحادثة مقتل الدرة المؤلم الذي أثار حفيظة العالم والرأي العام ضد الممارسات الصهيونية على الشعب الفلسطيني والأطفال في الأرض المحتلة.. وصدر الكتاب متوشحا باللوحة.. مع كلمة إهداء جميلة من معاليه على صفحاته الأولى، قال لي فيها: (خالص شكري للصديق الفنان سمير الدهام على هديته، لوحة الشهيد محمد الدرة، التي تزين هذا الديوان).