.. يشكل التعليم الصحي أساسا مهما وضروريا في منظومة التعليم؛ نظرا لأن التعليم الصحي يعبر عن تطور الفكر الإداري في أي دولة من دول العالم وعن مدى الشعور بأهمية مخرجات التعليم الصحي، كونها ناتجا للحالة الصحية العامة في المجتمع. وعندما يأتي الحديث عن المعاهد الصحية في المملكة وعن واقعها والحال التي هي عليه يتجه هذا الحديث إلى الإقرار بسوء الوضع الصحي والإداري لهذه المعاهد، وهو ما دعا الهيئة السعودية للتخصصات الصحية إلى التعهد بصياغة رؤية عامة واستراتيجية تقوم على تطوير وتحسين هذه المعاهد وانتشالها من وضعيتها الحالية. وضرورة تطبيق هذه الاستراتيجية من أجل الانتقال إلى مخرجات تعليمية لهذه المعاهد أكثر تقدما علميا ومهنيا وإداريا أيضا. .. إن تطوير المعاهد الصحية يقتضي تحديث المناهج التي تدرس داخل هذه المعاهد.. وزيادة المعامل، ومن ثم استيراد أحدث الأجهزة التي تتصل اتصالا مباشرا بتحديث المناهج، ومن هنا فإن واقع المعاهد الصحية لن يكون له شأن.. ولن تتعزز قيمة هذه المعاهد إلا بالتغيير الكامل والشامل من أجل أن تخرج من الحالة التي تعيشها.. خاصة أن هذه المعاهد يصل عددها إلى 122 معهدا وينتظم فيها نحو 28 ألف طالبة وطالب.. فيما ظلت وعلى مدى سنوات طويلة لا تخضع لأية مراجعة ولا يعاد النظر في آليات العمل فيها.. فهل سوف يتغير واقع المعاهد الصحية.. هذا هو السؤال؟.