عمل إنساني كبير يقدمه رجال الهلال الأحمر، خصوصا أولئك الذين يقضون جل وقتهم في العمل الميداني وغرف العمليات، فتكون أوقات إفطارهم وسحورهم مرتبطة بالحالات الواردة إليهم. وأكد المسعف خالد مرضي العنزي أن المسؤولية الملقاة على عاتقهم لمساعدة المرضى والمصابين في الحوادث، والتي يزداد معدلها في رمضان في فترات ما قبل الإفطار والسحور، تجعلهم يؤجلون تناول وجباتهم إلى حين تأدية مهمات عملهم. ويضيف مرضي «في ليلة رمضانية كنا على أهبة الاستعداد لتناول وجبة السحور، فتلقت غرفة العمليات بلاغا عن حريق في مطعم، فتوجهنا للموقع ولم نستطع العودة لتناول وجبة السحور، ما أجبرنا على الإمساك دون أن نتسحر». من جانبه، أوضح محمد سلمان العطوي بأنه في غالبية أيام رمضان يضحي بالإفطار مع أفراد أسرته لتأدية واجبه الميداني، وعزاؤهم الوحيد أن العمل الذي يقدمونه فيه إنقاذ للأرواح ومساعدة للغير. وأشار المسعف محمد عبده فقيه إلى أن معظم الحوادث التي يباشرونها في رمضان تكون قبيل الإفطار نتيجة الحوادث المرورية التي يزداد معدلها في هذا التوقيت، فبينما كان يستعد مع زملائه في مركز الهلال الأحمر لتناول وجبة الإفطار تم إبلاغهم بوقوع حادث مروري، لتكون سيارة الإسعاف محطة إفطارهم. وبين المسعف مترك العتيبي بأنه حديث العهد بالعمل في الهلال الأحمر حيث لم يتجاوز عمله في هذا الجهاز الشهرين، ولكنها تجربة جميلة بالنسبة له، خصوصا حينما يشعر بأنه ساهم في إنقاذ روح مريض أو مصاب. في حين يرى المشرف الميداني في الهلال الأحمر عواد سليمان العطوي بأنه تعود على العمل في رمضان ويجد فيه متعة أكثر من أي وقت حيث يتضاعف الأجر، ولكن أكثر ما يؤلمه هو حرمانه من الاجتماع مع أبنائه حول مائدة الإفطار أسوة بالآخرين فطبيعة عمله تحتم عليه التواجد في مواقع الحوادث التي تقع والتي للأسف تزداد في رمضان بشكل كبير.