جميل أن نقترب من كتاب الله في شهر الصوم، نقرأه بتدبر، نتغذى على موائده، ونتسابق يوميا للوصول إلى ختمه، في وقت أصحبت أذهان بعضنا مغلفة بالشرود الذهني وعدم التأثر. ثمة تجارب ناجحة لتدبر القرآن، أهمها معرفة غرض السورة، وموضوعها، وأبرز مضامينها. ويستحسن أن تستثمر صلاة التراويح في تدبر القرآن بمتابعة الإمام، ومن قبل التحضير لها بالرجوع إلى كتب التفسير الميسرة، وتسجيل الفوائد، واللطائف، والأمثلة القرآنية، والوقوف على أسباب النزول، والأحكام، والأخلاق التي تتحدث عنها السورة، وربطها بواقعنا اليوم، ومدى تطبيقنا لها، والحرص على التخلق بهذه الصفات والأخلاق، وتوجيه السلوك اليومي تجاهها. نحن في حاجة في شهر الصوم إلى مزيد من التأمل، وتوجيه القلوب بعيون محدقة نحو القرآن لتدبره، بعيدا عن التلاوات السريعة المفرغة من التدبر «كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته». هاني اللحياني