لم تمنع مهنة الطب الدكتور محمد عمر بادحدح من العمل الخيري التطوعي الذي أحبه، واستقى ذلك من والده الذي عمل عضوا في كثير من الجهات الخيرية والتطوعية، أبرزها لجنة السجناء المعسرين. استنشق الفتى محمد عبير ذلك الجو التطوعي الخيري فبدأ منذ دراسته العامة في ذلك، ثم بعد أن أصبح طبيبا احترف ذلك العمل إلى أن تم اختياره من قبل مجلس أمناء الندوة العالمية للشباب الإسلامي في اجتماعه في القاهرة (1427ه) عضوا في المجلس، وأمينا عاما مساعدا في منطقة مكةالمكرمة. ويبين بادحدح أن الندوة بعد تلك العقود الأربعة من إنشائها أصبحت في أبهى صورها، وأجمل لحظات عمرها «كما أن الشكر لا ينفك عن المحضن الذي نشأت فيه، وقد احتضنها ورعاها ويسر لها كثيرا من العوائق، تمثل في هذه البلاد الطاهرة وحكومتها الرشيدة، وهذا الشعب الكريم المعطاء، الذي لا يمل من فعل الخير، وكلما زادت عليه المطالب كلما زاد سخاء وعطاء، فالندوة على مستوى المملكة أقدم منظمة في تخصصها ومجالها، بل وعلى مستوى العالم الإسلامي، لا أذكر منظمة أقدم وأعرق منها في ذات المجال، وتخصصها الشبابي كان ولا يزال فريدا ومستقلا، لذا يجب عليها المحافظة على ذلك، وتكرس جهودها لخدمته وتطويره، وتحقيق ما تسمو إليه منذ من نشأتها، بأن تكون مرجعا أساسيا في العمل الشبابي الإسلامي على الصعيدين العربي والإسلامي، بل والعالمي أيضا». ويؤكد أن الندوة لديها نوعان من الأنشطة؛ موسمية، وتنموية طوال العام، مشيرا إلى أن من ضمن المشاريع الموسمية برامج خيرية في رمضان؛ مثل: «إفطار صائم» في الداخل والخارج، و «زكاة الفطر» التي تستقبلها الندوة وتوزعها على فقراء المسلمون في مختلف دول العالم، بناء على قول العلماء بإجازة نقلها من مكان لآخر، ومشروع «السلة الغذائية» المتعلقة بالمساعدات الأسرية، التي تضم مجموعة من المواد الغذائية التي تحتاجها الأسر الفقيرة في مختلف الأقطار، ومشروع «كسوة العيد»، الذي يستهدف الأيتام والمحتاجين كهدية لهم في يوم العيد، لإدخال الفرحة في قلوبهم، وترسيخ قيم الأخوة الإسلامية، والشعور بالتضامن والتكافل بين المسلمين، ويصحب ذلك برامج دعوية وتوعوية وتثقيفية، مبينا أن تلك المشاريع تشهد نموا مضطردا كل عام، إعدادا وتخطيطا وتنفيذا. ويشير بادحدح ل «عكاظ» إلى أن الندوة حينما تنفذ مشاريعها الخيرية فإنها تركز على الشباب، بحكم أنها منظمة إسلامية أنشئت من أجلهم، «فمثلا مشروع إفطار صائم ننفذه على طلابنا المكفولين بالمنح الدراسية في المدارس والمعاهد والجامعات، ثم شرائح الشباب في الجمعيات الشبابية، واتحادات طلاب الجامعات، ودور الأيتام والأربطة، والأحياء الفقيرة». ويؤكد بادحدح أن القطاعات المجتمعية والرسمية في الدول التي تنفذ فيها مشاريع الندوة الخيرية والإنسانية تؤكد على الدور الكبير للمملكة في دعم المسلمين في أنحاء العالم، خاصة أن كل برامج الندوة تتم بالتنسيق مع سفارات خادم الحرمين الشريفين.. ويتطرق بادحدح إلى الفرق الشبابية التطوعية في الندوة؛ موضحا «سياستنا في تنفيذ فكرة الفرق الشبابية هي خدمة الشباب قبل أن تكون خدمة للمجتمع، لنستطيع أن نوفر لهم مجال عمل إيجابي نافع ومفيد لهم ولمجتمعهم»، مشيرا إلى أن الندوة مظلة لتلك الفرق الشبابية، تهيئ لهم الظروف الملائمة لتقوم بأعمالها الخيرية التطوعية، لتشعر بالجهد الذي تقوم به، فجاء تحركهم متعدد الأطراف، يحمل عدة إيجابيات، منها: خدمة المجتمع، والشباب، وتعويدهم على السلوك الإيجابي تجاه المجتمع، وتنمية ثقافة حب العمل الخيري ومساعدة الآخرين.