لا يحلو السمر في ليالي رمضان في منطقة جازان إلا بحضور القهوة المحلاة بالسكر التي تعد من المظاهر الاجتماعية الراسخة في ليالي رمضان، وتجمع في جلسة سمر أبناء الحي؛ صغارا وكبارا، من بعد صلاة المغرب مباشرة وتستمر حتى موعد صلاة العشاء، حيث يتجاذب الجميع أطراف الحديث في جو روحاني جميل. حول هذا المظهر الرائع يقول المواطن طيب خرف: اعتدنا منذ القدم على هذا الإرث الرمضاني الجميل، إذ يجتمع الأحبة بعد صلاة المغرب في أحد المنازل أو في ساحة الحي أو بجوار المسجد وبحضور القهوة العربية المحلاة بالسكر التي تعد مظهرا رمضانيا جميلا، ونتناوب على تجهيزها بشكل يومي، حيث يجتهد الجميع على إضافة تشكيلة من البهارات، إضافة إلى السكر والزنجبيل. ويصف محمد كريري جلسة السمر في ليالي رمضان باللحظات الجميلة، ويقول: «نجتمع بعد صلاة المغرب لتناول القهوة الرمضانية التي لا يحلو الحديث إلا بحضورها، حيث اعتدنا على هذه الجلسة منذ الصغر، ويحضرها الآباء والأجداد»، وأضاف: كان الحديث يدور حول الشؤون العامة عموما، وكذلك الطرائف، أما الآن فقد دخلت الأحداث الراهنة والأسهم محاور الحديث. من جهته، يؤكد منير الرفاعي حرصه على التواجد اليومي في هذه المسامرات، خصوصا أن محاورات كبار السن عن الماضي وأحوال الناس قديما تطربه وتشده، لأنها تحوي الكثير من الأحاديث الطريفة والمفيدة. أما الشيخ عبدالله نشيلي (شيخ قبيلة بني نشيل) فيعتبر جلسات القهوة رغم ضيق وقتها (من بعد صلاة المغرب حتى قبل صلاة العشاء)، كافية لقضاء وقت جميل يساهم في تخفيف الأعباء النفسية الناتجة عن الضغوطات الاجتماعية والمعيشية. ويتمنى استمرارها عبر الأجيال المقبلة، فهي تمثل مظهرا رمضانيا عفويا جميلا، تمكنا من خلالها حل العديد من المشاكل الاجتماعية. وذكر حمدان عشرة، أن المسامرات الرمضانية تساعد على تعزيز الروابط الأسرية وتسهم في لقاء الأهل والأحبة، يجب توارثها عبر الأجيال، باعتبارها من العادات الجميلة التي توجب المحافظة عليها. إلى ذلك، أكد كل من محمد عمر قيسي، مكي إدريس وبندر الحمزي حرصهم على التواجد في مثل هذه الجلسات الرائعة، التي تتوافق مع حميمية ليالي الشهر الفضيل، ولفوائدها الكثيرة، خصوصا أنها تجمعهم بكبار السن والاستفادة من أحاديثهم.