كانت هناك أغنية لبنانية شعبية قديمة تقول: «محبوبتي في السما مالي الوصول إليها خشخت لها بالدهب نزلت على رجليها». وأغلب الظن أن أسعار الذهب هذه الأيام لا تستطيع أن تنزل أرجل الحسناوات بهذه السهولة، غير اننى أستطيع أن أجزم أن مؤلف هذه الأغنية هو عبقري في الاقتصاد على أقل تقدير. تذكرت هذه الأغنية القديمة اليوم وأنا أقرأ تقريرا عجيبا يؤكد أن الاقتصاد هو الذي يحدد أي نوع من النساء يختار الرجل !. لكن ما علاقة البورصة والأسهم و «وول ستريت» بالجمال والغرام ؟. وقبل أن يسرع القارئ بشراء أسهم أقول له ان ينتظر. فالتقرير الجديد يؤكد أن الإدراك الحسي للرجال ورغبتهم تعتمد على مدى صحة اقتصاد البلاد. فعندما يكون الاقتصاد في أزمة والأوضاع الاجتماعية مهددة، فإن الرجال القلقين يلجأون إلى الطمأنينة من خلال نساء يبدون ناضجات وقويات ويمكن الاعتماد عليهن. وحين تكون الأوضاع الاقتصادية مزدهرة ويقل القلق بشأنها، فإن الرجال يتطلعون إلى نساء أصغر سنا وتبدو وجوههن طفولية مثل النساء النحيفات. وبعد دراسات متعمقة اكتشف الباحثون في التقرير، أن النساء ذوات صفات الوجه التي تدل على النضوج والعيون الصغيرة والذقون الأكبر والوجوه القوية هن المفضلات خلال فترة الكساد، في حين أن النساء ذوات الوجه الطفولي هن اللواتي نجحن خلال فترات الازدهار. وعندما تكون الظروف الاقتصادية والاجتماعية صعبة، فإن اختيارات الرجال تكون لصالح الفتاة الأكبر والأثقل وزنا والأكثر طولا وبخصر أكبر وعيون أصغر. ومع تحسن الأوضاع يفضل النساء الأصغر سنا والأخف وزنا والأقصر قامة وبخصر أصغر وعيون وصدور أكبر. وحسب التقرير، فإن الرجال عموما يفضلون النساء ذوات الوجه الطفولي، لأنه يثير عندهم غريزة أبوية. وعلى عكس هذا الكلام، تبين أن ذوق النساء لا يتغير لا بالاقتصاد وحتى بالكوارث، فالنساء لا يزلن يسعين وراء الرجال الحقيقيين والحساسين والحنونين والمتمكنين ماديا !. وخلاصة كلامنا اليوم، هو أن على النساء انتظار أزواج المستقبل في بورصات المال ومع انخفاض وصعود الأسهم. وعليهن بالتالي التوقف مؤقتا عن متابعة أخبار الموضة ومتابعة أخبار المال ومؤشرات «نازداك» و «داو جونز» وأسعار العملات والمعادن!. [email protected]