أكد البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في تصريحات ل «عكاظ» أن زيارته لباكستان الأحد المقبل، بهدف الإطلاع على أرض الواقع على حجم الأضرار التي نتجت من جراء الفيضانات التي اجتاحت باكستان أخيرا وتحديد الاحتياجات من المواد الإغاثية التي تحتاجها لتجاوز الكارثة والوقوف مع باكستان في المحنة التي تمر بها ومساعدتها ماديا ومعنوبا وتنسيق العمل الإغاثي للدول الأعضاء للمنظمة. وأفاد أن الوضع في باكستان خطير جدا ولم يسبق له مثيل في التاريخ المعاصر، مطالبا جميع الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي سرعة التبرع للمنكوبين في كارثة الفيضانات. وتابع قائلا إن باكستان تواجه كارثة مهولة تقتضي مواجهتها توفير موارد هائلة، مشيرا إلى أن باكستان لا تستطيع وحدها أن تواجه تحديا بهذا الحجم الكبير، بل ليس ثمة بلد يستطيع بمفرده أن يواجه مثل هذه الكارثة. وحول دعوة منظمة المؤتمر الإسلامي في إنشاء صندوق للطوارئ لمواجهة الكوارث بطريقة فعالة، قال إن المنظمة تتحرك بجدية لإنشاء هذا الصندوق الذي نحن بأمس الحاجة إليه للتحرك بنشاط في حال لاقدر الله حدوثت كارثة في إحدى الدول الأعضاء في المنظمة. وسيفتتح إحسان أوغلي ورئيس الوزراء الباكستاني، يوسف جيلاني، في إسلام أباد خلال الزيارة، المؤتمر الذي سيضم جمعيات الهلال الأحمر، والمؤسسات الإغاثية الشريكة للمنظمة في العالم الإسلامي، والذي سيبحث الاحتياجات الضرورية للمناطق المتضررة في باكستان، وكيفية دخول هذه المناطق المنكوبة، وإيجاد وسائل النقل اللازمة لإيصال المساعدات إلى المتضررين في ظل النقص اللوجستي الكبير، بالإضافة إلى وضع آلية للتنسيق بين الجهات المانحة، وحكومات الدول الأعضاء، والجمعيات الإغاثية والإنسانية. ويهدف الاجتماع لتنسيق العمل الميداني للجهات المانحة باختلافها من الدول الأعضاء في المنظمة، ووضع خطة عمل مشتركة لتسهيل العمل الإغاثي في باكستان، وحشد الجهود، وتنسيقها بغية الوصول إلى أفضل النتائج. وسيزور إحسان أوغلي المناطق المنكوبة في لاهور الاثنين المقبل وسيلتقي مع رئيس وزراء إقليم البنجاب شهباز شريف، وذلك بغية الإطلاع على أوضاع المنكوبين هناك، وإيصال رسالة دعم ومساندة للمتضررين جراء الفيضانات التي تعتبر الأكبر التي تشهدها باكستان منذ عقود. كما سيلتقي مع الرئيس الباكستاني آصف زرداري وعدد من المسؤولين الباكستانيين. وكان المندوبون الدائمون للدول الأعضاء للمنظمة قد عقدوا الأسبوع الماضي، في مقر الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في جدة، اجتماعا طارئا بخصوص الفيضانات التي اجتاحت باكستان، تلبية لطلب من الحكومة الباكستانية للإعراب عن دعم المنظمة لحكومة باكستان وشعبها وإبداء تضامنها وتعاطفها معهم على إثر كارثة الفيضانات الأكثر مأساوية التي تشهدها باكستان منذ عام 1929. ودعا البيان منظمة المؤتمر الإسلامي إلى ضرورة التفكير بجدية في إنشاء صندوق للطوارئ لمواجهة الكوارث بطريقة فعالة وعاجلة التي قد تلحق بأي من الدول الأعضاء في المستقبل، لاسيما في ظل ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي الذي يشهده العالم.