أقر رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بإقامة حملة شعبية شاملة لمؤازرة الشعب الباكستاني لمواجهة ما أصابهم من كارثة جراء الفيضانات المدمرة، أنقذت الباكستان من الغرق، وستساهم بشكل إيجابي وكبير في تخفيف معاناة المتضررين والنازحين الذين بلغ عددهم 20 مليونا. وقال جيلاني في حديث ل«عكاظ» إن توجيه الملك عبدالله بن عبد العزيز بتقديم مبلغ 300 مليون ريال من شعب المملكة للشعب الباكستاني يعكس حرصه ووقوفه مع الشعب الباكستاني في هذه الظروف القاهرة التي يعيشها الباكستانيون جراء ما أصابهم من كوارث السيول والفيضانات التي غمرت العديد من المناطق وأجلت الملايين من السكان . وتابع، أن الدعم السعودي المادي والعيني الذي بادرت المملكة بتقديمه إلى المتضررين جراء الفيضانات ساهم بشكل فعال في تخفيف معاناة النازحين في عدد كبير من المناطق المنكوبة، مؤكدا أن المساعدات السعودية ستصل لمستحقيها من النازحين والمنكوبين. المملكة عمق استراتيجي واسترسل أن العالم الإسلامي يكن احتراما كبيرا لخادم الحرمين الشريفين لجهوده في تعزيز التضامن الإسلامي ودعمه لشعوب الأمة الإسلامية، مؤكدا أن المملكة تعتبر عمقا استراتيجيا مهما وجوهريا ليس فقط للباكستان بل لجميع الدول الإسلامية. وأشار أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز استطاع أن يصل بالمملكة إلى أعلى مصافات العالمية. وكانت المملكة قد قامت بتوجيهات مباشرة من خادم الحرمين الشريفين بتسيير جسر جوي إغاثي منذ بداية كارثة الفيضانات في باكستان كما تم تنظيم حملة تبرعات شعبية لمساعدة المتضررين حيث بلغ إجمالي التبرعات 400 مليون ريال . وأوضح أن المملكة دائما في طليعة من يهب لمساندة الشعب الباكستاني كلما مر بأي ظروف صعبة أو كارثة إنسانية مثل التي يمر بها حاليا من جراء الفيضانات الكارثية، مؤكدا أن وقوف خادم الحرمين الشريفين مع الشعب الباكستاني ليس بمستغرب، وأن حكومة المملكة دائما ما تقف بجوار الباكستانيين في الظروف التي تحل بهم. الفيضانات أعادتنا إلى الوراء من جهة أخرى، ناشد جيلاني المجتمع الدولي مساعدة بلاده في الظروف الصعبة التي تمر بها، مشيرا إلى أن هذه الفيضانات غير المسبوقة أعادت البلاد سنوات إلى الوراء بما سببته من دمار وخسائر لايمكن تعويضها، إذ أن الفيضانات كبدت باكستان خسائر بمليارات الدولارات تفوق ما سببه زلزال عام 2005. حجم الدمار يفوق الوصف وأوضح أن حجم الدمار والخراب الناجم عن الفيضانات وما سببته من خسائر في الأرواح والممتلكات وتدمير للبنية التحتية والمحاصيل الزراعية، يفوق التوقعات وليس بالإمكان في الوقت الحاضر تقدير قيمة الخسائر على وجه التحديد، ولكن عملية حصر الخسائر ستبدأ بمجرد انتهاء الفيضان. وتابع قائلا إن الحكومة تبذل كل ما بوسعها وتسخر كل إمكانياتها، ولكن الكارثة تفوق قدراتنا فنحن نواجه وضعا بالغ الصعوبة، إذ يعاني ملايين الأشخاص من التشرد ونقص في المواد الغذائية، فيما لاتزال الأمطار مستمرة ويخشى من أن تتسبب في وقوع مزيد من الخسائر.
حملة الملك لإغاثة الشعب الباكستاني تجمع 402 مليون فارس القحطاني الرياض نجحت حملة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإغاثة الشعب الباكستاني في جمع 402 مليون ريال، إضافة إلى تبرعات عينية قدمها المواطنون والمقيمون. وأكد ل «عكاظ» مستشار النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الباكستاني الدكتور ساعد العرابي الحارثي أن الحملة تأتي تلبية لتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين، مشددا على أن «الحملة امتداد لمواقف المملكة الدائمة في تقديم العون والمؤازرة لمن يتعرضون للكوارث والمآسي في العالم». وقال الحارثي: «إن موقف خادم الحرمين الشريفين بتوجيه صرف 300 مليون ريال بصورة فورية للشعب الباكستاني، هو موقف إنساني غير مستغرب عن ولاة الأمر في المملكة عبر تاريخ هذه البلاد الحافل بالمواقف الإنسانية التي يشهد بها العالم». وذكر مستشار النائب الثاني أن «تزامن الحملة مع شهر رمضان المبارك كان لها قبول كبير بين أبناء الوطن الغالي والذين لم يدخروا جهدا في تقديم المال والمعونات العينية لإغاثة الشعب الباكستاني المصاب». وأشار الحارثي إلى أن «الحملة أغلقت أبوابها أمس الأول بعد أن نجحت في جمع مبلغ 402 مليون ريال نقدا للشعب الباكستاني بالإضافة إلى المساعدات العينية التي ساهم بها المواطنون والمقيمون في هذا الوطن المعطاء».
تبرعت مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية، التي يترأس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز، بمبلغ 10 ملايين ريال لمساندة ضحايا السيول التي اجتاحت باكستان، التى أثرت على 20 مليون فرد وشردت أكثر من 1600 شخص. تم الإعلان عن التبرع على الهواء مباشرة خلال الحملة التلفزيونية التي بادر بها خادم الحرمين الشريفين لإنقاذ ضحايا الفيضانات في باكستان. وقد تم الإعلان من قبل الدكتور علي النشوان عضو مجلس إدارة مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية. وساهم الأمير الوليد بن طلال في عدد من المشاريع الإنسانية في باكستان، في عام 2005 زار الأمير الوليد دولة باكستان مرتين، جاءت الأولى في مارس 2005. أما الزيارة الثانية فكانت زيارة عاجلة في شهر أكتوبر 2005م للقاء دولة رئيس الوزراء الباكستاني السابق شوكت عزيز ولمعرفة احتياجات البلاد عن قرب بعد الدمار الذي تعرضت له بعض المناطق جراء الزلزال في منطقة كشمير.
استهل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة وأنجاله انطلاقة حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الباكستاني في المدينة ومحافظاتها، بتبرع أمير المدينة بمبلغ 200 ألف ريال، وأنجاله أصحاب السمو الملكي الأمراء سعود، عمر، عبدالله بمبلغ 50 ألف ريال عن كل واحد منهم. ودعا الأمير عبدالعزيز بن ماجد المسؤولين ورجال الأعمال والأعيان وعموم المواطنين إلى التبرع للمتضررين من الشعب الباكستاني جراء الفيضانات، والمسارعة لنيل الأجر والثواب في الشهر الكريم الذي تتضاعف فيه الحسنات. وحصدت اللجنة الفرعية لجمع التبرعات في منطقة المدينة في ختام يومها الأول البارحة الأولى مبلغ 484 ألف ريال وتبرعات عينية أخرى.
التنسيق مع إسلام آباد لإعادة بناء المدن المدمرة .. الغدير ل «عكاظ» :
أوضح السفير السعودي في إسلام آباد عبد العزيز الغدير أن توزيع المساعدات السعودية العينية والمادية لمتضرري فيضانات الباكستان ستتم بالتنسيق مع المكتب الإقليمي للحملة الشعبية للمتضررين في الباكستان، والسفارة السعودية، والجهات المعنية في باكستان. وقال في تصريحات ل «عكاظ» إن جهود الحملة الشعبية السعودية ستركز في المرحلة الأولى على إيصال المواد الإغاثية بشكل عاجل إلى المنكوبين من جراء الفيضانات، وفي المرحلة الثانية التنسيق مع الجهات الرسمية الباكستانية لبحث ومناقشة إعادة بناء البنية التحتية لبعض المدن الباكستانية التي دمرها الفيضان تدمير كاملا. وأضاف أن حجم التبرعات في الحملة الشعبية التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وصل إلى أكثر من 400 مليون ريال، سيتم إيصالها إلى مستحقيها من المنكوبين، بالتنسيق مع المكتب الإقليمي للحملة السعودية لإغاثة متضرري فيضانات الباكستان والسفارة السعودية في إسلام آباد. وقال إن الجسر الجوي السعودي الإغاثي الذي تم تسييره بتوجيهات سامية لنقل المساعدات العاجلة لمتضرري الفيضانات في باكستان والذي يشتمل على بطانيات وخيام ومواد طبية وغذائية مستمر، ولن يتوقف. مؤكدا وصول عشرات الطائرات السعودية المحملة بالمواد الإغاثية إلى عدد من المدن الباكستانية. وأضاف أن توجيه خادم الحرمين الشريفين بإطلاق حملة شعبية لمؤازرة الشعب الباكستاني بعد كارثة الفيضانات كان له أثر كبير في تخفيف معاناة الشعب الباكستاني الذي يواجه أسوأ وأكبر كارثة في تاريخه. وأوضح أن وقفة المملكة مع الشعب الباكستاني في محنته التي يعيشها من جراء الفيضانات، ليست بغريبة على شعب وقيادة المملكة التي تقف دائما إلى جانب باكستان في محنتها وتسبق الكل في إغاثة الشعب الباكستاني. وتابع قائلا إن الصندوق السعودي للتنمية وقع أمس عقدا مع وفد منظمة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين لتقديم دعم مادي يقدر ب 9 ملايين دولار لدعم صندوق اللاجئين الباكستانيين، مؤكدا أن إجمالي المبالغ التي رصدها الصندوق لدعم متضرري الفيضانات وصل إلى 20 مليون دولار منذ بدء الفيضانات.
أكدت وزيرة الشؤون الدينية الباكستانية شاجوفتا جماني أن الشعب الباكستاني لن ينسى مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأياديه البيضاء على الشعب الباكستاني، خاصة إبان الأزمة الحالية العميقة التي تشهدها من جراء الفيضانات التي اجتاحت البلاد وأدت إلى نزوح 20 مليون باكستاني. وقالت في حديث ل «عكاظ» إن المملكة كانت ولاتزال في طليعة الدول التي هبت لمساندة الشعب الباكستاني في الظروف الصعبة سواء خلال الزلزال الذي ضرب الباكستان قبل عدة سنوات أم خلال دعمها المادي. وأضافت أن 120 مليون باكستاني ممتنون للاستجابة السريعة لخادم الحرمين الشريفين وإعلانه عن الحملة السعودية لدعم متضرري الفيضانات والتي نتجت عن تبرعات مالية ضخمة وصلت إلى 400 مليون ريال. ونقلت شكرها وتقديرها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لما يوليه من رعاية إنسانية متواصلة لأبناء الشعب الباكستاني في كل الظروف والأزمات. وأشارت أن الحملة الشعبية لدعم متضرري الفيضانات في الباكستان والجسر الجوي السعودي الذي تم تسييره لنقل المعونات الإغاثية بشكل عاجل إلى المتضررين الباكستانيين المنكوبين وسط الفيضانات، يجسد حرص المملكة واهتمامها بباكستان وشعبها. من جهة أخرى، تعهد وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك بأن حكومة بلاده لن تسمح لحركة طالبان بالاستفادة من كارثة الفيضانات لزيادة دعمها، وطمأن المانحين الدوليين بأن أموال المساعدات لن تقع في أيدي المتطرفين. وأعلنت السلطات الباكستانية أن ما يصل إلى 20 مليون شخص تضرروا بسبب الفيضانات، فيما قدرت الأممالمتحدة أن 6 ملايين باكستاني في حاجة ماسة لمساعدات عاجلة. وقال مالك في تصريحات صحافية أمس إنه «راض عن الاستجابة الأولية للحكومة الباكستانية على الفيضانات، غير أن حجم الكارثة طغى عليه». وأضاف أنه «على علم بخطر قيام حركة طالبان بالسعي إلى زيادة موطئ قدمها في المناطق التي ضربتها الفيضانات من خلال المساهمة بأدوار خيرية لكسب دعم الناجين من الكارثة». لكن وزير الداخلية الباكستاني شدد على أن حكومته لن تسمح بحدوث ذلك، وحمل ما أسماها «السياسات الحزبية الداخلية» مسؤولية إثارة هذه المخاوف. وتقول الأممالمتحدة إن فيضانات باكستان تغطي الآن مساحة بحجم إنجلترا وأودت بحياة 1600 شخص على الأقل، فيما حذر مسؤولو الصحة من إمكانية ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات جراء انتشار الأمراض التي تنقلها المياه.
أكد البرفسور أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن باكستان تمر بكارثة لم يسبق لها مثيل، وأن الوضع خطير جدا قياسا بتسونامي الذي ضرب إندونيسيا وإعصار كاترينا. وأفاد في كلمته التي ألقاها في الاجتماع الطارئ للممثلين الدائمين المعني في باكستان والذي عقد أمس في جدة أن باكستان لاتستطيع لوحدها مواجهة تحد بهذا الحجم الكبير، بل ليس ثمة بلد يستطيع بمفرده أن يواجه مثل هذه الكارثة. وأضاف أن من حق باكستان علينا أن نمدها بالعون والمواساة وأن نتفهم حاجاتها وأن نعمل من أجل معالجة آثار هذه الكارثة. وقال إن ضحايا الكارثة لا يستطيعون الانتظار أكثر مما انتظروا، مردفا أن علينا أن نتحرك من فورنا وأن نقرر السبيل الأفضل لتقديم الدعم إلى باكستان. وكانت منظمة المؤتمر الإسلامي قد أصدرت بيانا في ختام الاجتماع الطارئ للمندوبين الدائمين للدول الأعضاء في المنظمة دعت فيه المجتمع الدولي عموما والعالم الإسلامي على وجه الخصوص على مستوى الدول والمؤسسات والأفراد إلى تقديم الدعم العيني والمالي العاجل للباكستان للتخفيف من الأعباء الجسيمة الملقاة على عاتقها ومساعدتها في تجاوز هذه الكارثة الإنسانية. كما اقترحت إنشاء صندوق للطوارئ لمواجهة الكوارث في الدول الإسلامية.