اختتم الاجتماع الطارئ للمندوبين الدائمين للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي أعماله امس في مقر الأمانة العامة للمنظمة بجدة. وصدر عن الاجتماع بيان ختامي حث على التكافل الاجتماعي في مواجهة الكوارث، ودعا المجتمعون المجتمع الدولي عموماً والعالم الإسلامي على وجه الخصوص، على مستوى الدول والمؤسسات والأفراد، إلى تقديم الدعم العيني والمالي العاجل لجمهورية باكستان الإسلامية للتخفيف من الأعباء الجسيمة الملقاة على عاتقها ومساعدتها في تجاوز هذه الكارثة الإنسانية. كما حث المجتمعون الدول الأعضاء في المنظمة والبنك الإسلامي للتنمية وصندوق التضامن الإسلامي وجمعيات الهلال الأحمر في الدول الأعضاء في المنظمة والهيئات الإنسانية والخيرية والمؤسسات المالية الخاصة على العمل على وجه السرعة لتقديم الاحتياجات الإنسانية الضرورية للشعب الباكستاني. وأعرب البيان عن تقديره للدول الأعضاء ولكافة الجهات التي أسهمت في تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لجمهورية باكستان الإسلامية، سواء بصفة مباشرة أو عن طريق منظمة المؤتمر الإسلامي، وذلك ترسيخاً لعرى التضامن الإسلامي خاصة في هذا الشهر الفضيل. وأشار البيان إلى أنه بالرغم من الدعم الهائل الذي قدمته بعض الدول الأعضاء لجمهورية باكستان الإسلامية، فإن الشعب الباكستاني لا يزال في أمس الحاجة إلى المزيد من الدعم الإغاثي العاجل ليتسنى له تلبية حاجياته اليومية وتجاوز هذه المحنة. ودعا بيان المنظمة إلى ضرورة التفكير بجدية في إنشاء صندوق للطوارئ لمواجهة الكوارث التي قد تلحق بأي من الدول الأعضاء في المستقبل بطريقة فعّالة وعاجلة ، لاسيما في ظل ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي الذي يشهده العالم. كما دعا الدول الأعضاء إلى أن تنظم، بالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، برامج لبث نداءات لجمع التبرعات في بلدانها من أجل مد يد العون للشعب الباكستاني المتضرر من الفيضانان، وذلك انطلاقاً من روح التضامن الإسلامي. ودعا المجتمعون الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى الشروع في تنفيذ برنامج من أجل الأطفال المتضررين من الفيضانات، ويطلب من الدول الأعضاء والمؤسسات المساهمة بسخاء من أجل إنجاح هذا البرنامج. وشدد المجتمعون على أهمية أن تنسق الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي بالتشاور مع حكومة جمهورية باكستان الإسلامية، وبكيفية مستفيضة، التطورات على الصعيد الإنساني لإبلاغ الدول الأعضاء بذلك وتنظيم اجتماع للهيئات الخيرية والإنسانية الإسلامية بشأن الوضع الإنساني في باكستان بالإضافة إلى دعوة البنك الإسلامي للتنمية إلى أن يضع، بالتشاور مع الحكومة الباكستانية، برامج طويلة الأمد لتلبية الاحتياجات في مجال إعادة الإعمار والتأهيل في المناطق المتضررة من الفيضانات في باكستان. وكان قد عقد في مقر الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في جدة امس اجتماع طارئ للمندوبين الدائمين للدول الأعضاء في المنظمة بخصوص الفيضانات التي اجتاحت جمهورية باكستان الإسلامية. وأوضح الأمين العام للمنظمة البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، أن الاجتماع يأتي تلبية لطلب من حكومة جمهورية باكستان الإسلامية لعقد اجتماع طارئ للممثلين الدائمين للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي للإعراب عن دعم المنظمة لحكومة باكستان وشعبها وإبداء تضامننا وتعاطفنا معهم على إثر كارثة الفيضانات الأكثر مأساوية التي تشهدها باكستان منذ عام 1929. وأكد أن الوضع خطير جداً ولم يسبق له مثيل في التاريخ المعاصر، قياساً بتسونامي الذي ضرب إندونيسيا، وإعصار نرجس الذي عصف بميانمار، وإعصار كاترينا الذي ضرب الولاياتالمتحدة، أو حتى الزلزال الذي وقع في باكستان عام 2005. الأمر الذي يعني أننا نواجه كارثة مهولة تقتضي مواجهتها توفير موارد هائلة، مشيرا إلى أن باكستان لا تستطيع وحدها أن تواجه تحدياً بهذا الحجم الكبير، بل ليس ثمة بلد يستطيع بمفرده أن يواجه مثل هذه الكارثة. وخلص المجتمعون إلى أن الشعب الباكستاني لا يزال في أمس الحاجة إلى المزيد من الدعم الإغاثي العاجل ليتسنى له تلبية حاجياته اليومية وتجاوز هذه المحنة على الرغم من الدعم الذي قدمته بعض الدول الأعضاء. ودعوا منظمة المؤتمر الإسلامي إلى ضرورة التفكير بجدية في إنشاء صندوق للطوارئ لمواجهة الكوارث بطريقة فعّالة وعاجلة التي قد تلحق بأي من الدول الأعضاء في المستقبل، لاسيما في ظل ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي الذي يشهده العالم.