هند طالبة تخرجت للتو من الثانوية العامة، ولكنها تمتلك لغة رشيقة في الكتابة، تحدثت في رسالتها (أو مقالتها) عن مأساة طلاب وطالبات الثانوية العامة الذين أصبحوا مطاردين من قبل لجان الاختبارات ومراكز القياس ومعدلات السنة التحضيرية، فعوضا عن أن تصب مؤسسات التعليم جهودها لتغيير الواقع وتقديم العلم للأجيال الجديدة وفقا لأحدث الأساليب العصرية، أصبحت هذه المؤسسات التعليمية تبدع في اختراع العراقيل لإسقاط الطالب وكأنه في دورة صاعقة تستمر مدى الحياة، باختصار المؤسسات التعليمية تريد أن تثبت بأية طريقة من الطرق أن هذا الطالب لا يستحق درجة التفوق التي حصل عليها، وقد يكون سبب هذا الإصرار أنها تعرف نفسها جيدا وتدرك أنها لا تستطيع تخريج طلبة متفوقين! . أترككم مع مقالة هند التي تخرجت للتو من الثانوية حيث تقول: (يحق لوزارة التربية والتعليم أن ترفع شعار أين طالب الثانوي؟ لا نجوت إن نجا.. وذلك لما تقوم به من مطاردات هوليودية وشروط تعسفية تقضي على طموح من رسم لنفسه حلما كأن يكون طبيبا أو مهندسا أو أستاذا أو أي شيء آخر، حيث بدأت الوزارة بفرض الشروط المحبطة ابتداء من المعدل التراكمي، فمعدل الشهادة الثانوية لا يحسب بتقدير الطالب في السنة الثالثة كما كان يحدث لآبائنا وأهلينا من قبل، بل اشترطت أن يكون معدل التخرج بدرجة موزونة من معدلي السنة الثانية زائد الثالثة، فإن حصل الطالب على معدل جيد جدا في السنة الثانية لظروف قاهرة أو طارئة، ثم اجتهد وقام أهله ببذل الجهد والمال وجلبوا مدرسين خصوصيين على حساب دخل الأسرة كي يرفعوا معدل ابنهم، وتم لهم ذلك وحصل الابن على الامتياز في السنة الثالثة، فإن المعدل التراكمي يهبط بمعدل التخرج إلى جيد جدا وكأنك يا أبو زيد ما غزيت .. فإن نجا الطالب من المعدل التراكمي قالت الوزارة : لا نجوت إن نجا.. فاخترعت اختبارا للقدرات والتحصيلي يحدد على نسبته مع معدل القبول في جامعاتنا المرموقة، فإذا كان الطالب حاصلا على نسبة 99 % وكانت نسبة القدرات والتحصيلي منخفضة فإنه لا يقبل ولا يشفع له تقدير الدراسة وتضيع سنوات الدراسة هباء منثورا ... فإن نجا الطالب من كل ما سبق وتم قبوله في الجامعة المرموقة قالت هذه: لا نجوت إن نجا.. فاخترعت للمقبولين نظام سنة تحضيرية لا يعرف ماهيتها ولا تخصصها، وقالت له إن حصلت على معدل عال في هذه السنة يحق لك اختيار التخصص الذي تريده.. وربما يستثنى من شرط المعدل العالي أبناء الذوات وأبناء هيئة التدريس والأقرباء... وإن قبلت الطالبة الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة بالسنة التحضيرية اشترطوا دراستها في كلية بعيدة عن دارها كأن يخيروها بين كلية (الشرفية) أو كلية (رابغ)، وهذا حصريا للطالبات.. وربما يستثنى من هذا التحفيز الفئة السابقة المستثناة من كل العقبات، وبعد هذا يا وزارة التربية والتعليم ها أنت بحربك وسلاحك وشعارك: (لا نجوت إن نجا) تخرجين جيلا مقعدا بلا طموح يقضي نهاره نائما وليله متسكعا بين المقاهي والمولات وعلى الإنترنت... وبعدها، نصرخ لماذا كثر الانتحار؟ لماذا ازداد الاكتئاب؟ لماذا تفاقمت مشكلة هروب الفتيات؟) . [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة