في ليلة الوفاء بيوم من أيام الوفاء، استدعى السيد خلف أحمد عاشور الرجل الأمين مع نفسه في ليلة تاريخية بكل الأبعاد، استدعى صور الماضي المشرق الذي يجلي قدرة الإنسان على أن يكون شيئا مذكورا، متى ما توفر له اليقين وكان أمامه هدف واضح يسعى بأن يصل إلى تحقيقه. المعلم محمد عوض بن لادن: نعم هذا الرجل الأسطورة الذي تفتقت عنه هذه الأرض الطيبة في ظروف بدائية وعفوية .. وإمكانات فقيرة قبل نحو نصف قرن من هذا الزمان حقق هذا الرجل من خلال إرادته الفولاذية التي يغذيها إيمان قوي بربه وبقدرة الإنسان على أن يصل إلى مرماه متخطيا كل الصعاب، مذللا كل العقبات، استطاع السيد خلف عاشور من خلال احتفاله بإصداره تحت عنوان المعلم محمد عوض بن لادن أن يضع الحاضرين أمام تظاهرة من الأعمال المجيدة، وأن يلقي الضوء على جوانب كانت معتمة وراء سجف وستائر الإهمال والنسيان .. مجسدا وواضعا يده على تلك العلة التي يعاني منها هذا البلد .. وهو إهمال دور الشخصيات البارزة وإغفال تلك السيرة المليئة بالإنجازات .. إنه قصور أعترف به ويعترف به الكثيرون .. فنحن مقصرون بحق هذا البلد وفى حق رجالاته وفى حق الأجيال التي تحتاج إلى القدوة من أمثال هؤلاء .. ونترك لسافي الرمال أن يطمس معالم كثير من الرموز التي شرفت بخدمة هذا البلد وحققت من الأعمال الكثير الكثير .. مكرسة ذلك في صميم قواعد التأسيس لهذا الكيان .. لست أدري ماذا أسمي ذلك .. هل أسميه عقوقا أو جحودا أو إنكارا للفضل .. في ليلة التاسع من رمضان تجلت صور عدة .. كان أبرزها المعلم محمد بن لادن الغائب الحاضر من خلال ما وفق إليه المؤلف من بلورة سيرة وحياة هذا الإنسان الكبير. تبادل نخب الوفاء: ومن روعة تلك الأمسية أن كشفت عن قدرات كانت تختبئ وراء ما يسمى بالتواضع .. أو بإنكار الذات .. أو أنها لم تجد المكان والزمان الذي يفجر فيها قدراتها التعبيرية .. أعني بذلك أولا بكر بن لادن النجل الأكبر (الآن) لهذا الرجل العظيم والذي بهر الحضور من خلال قدرته التعبيرية .. وكأنما يغرف من بحر .. حلق بعيدا في سماء الإنسانية عندما قرر واقعا كان يتوارى خلف الأيام الماضية .. نعم ودخل من زاوية النسيان أو لنقل في أرشيف التاريخ .. تحدث بكر بن لادن عن الرجال الذين كان لهم الفضل في لم شمل هذه الأسرة العريقة الكبيرة بعد أن فجعت في وفاة المعلم إثر سقوط طائرته الخاصة في رحلة عمل يتفقد فيها عقبات طريق الجنوب .. وقد بنى مؤسسة كبيرة من خلال جهد كبير لا يقوى عليه إلا البناة الطامحون من أمثاله .. يقول بكر بن لادن: عندما توفي والدي كنت أدرس في سوريا، وكان سني في ذلك الوقت لم يتجاوز الثامنة عشرة، وكان مجموع ما جلست فيه إلى والدي لا يتجاوز بحساب الساعات يومين على فترات متقطعة، وكان الملك فيصل (يرحمه الله) حكيما عندما شكل مجلس للإشراف على هذه المؤسسة وعلى أولاد بن لادن، كان الفضل للرجال الكبار من أمثال محمد نور رحيمي ومحمد باحارث وعبدالله بن سعيد وصالح قزاز .. وكانت المؤسسة قد كبرت وكبرت مسؤولياتها من خلال مشاريع توسعة المساجد الثلاثة وطريق الهدا الطائف وطريق الجنوب .. وهو شرف لم يحظ به أحد من قبل بن لادن .. وكان أخي سالم يدرس فى الخارج وقد قطع دراسته وعاد إلى المملكة واستطعنا بفضل الله ثم برعاية كريمة من الملك فيصل وأخوته الملوك من بعده وبفضل هذه اللجنة من أن نجتاز هذه المرحلة الخطيرة وأن نعيد بناء وتكملة الدور الذي رسمه والدنا العظيم. محمد بن لادن الصغير: وكشف بكر بن لادن عن حقيقة تاريخية يجهلها الكثيرون وهى أن أصغر أولاد المعلم كان فى بطن أمه يوم أن مات أبوه .. واسماه الملك فيصل محمد .. وقد راعى الحضور لذلك الاعتراف بالفضل من جانب بكر بن لادن وأخوته لدور هؤلاء الرجال الأفذاذ. دكتور توفيق رحيمي: وأيضا من تجليات تلك الليلة الساهرة أن كشف الدكتور توفيق نور رحيمي عن قدرة بلاغية من خلال سرده لقصة العلاقة الحميمة بين والده وبين المعلم محمد بن لادن. المعلم محمد بن لادن: لقد نجح المؤلف في تحقيق أمر لم يكن حاضرا في ذاكرة ووعي إنسان هذا البلد، ونجح إلى حد بعيد (رغم اعترافه بشحة المصادر) في أن يضع أمامنا بنوراما توثيقية لعلها تكون نواة .. وكما أعلن ابن أخيه الدكتور أحمد عاشور يتلوها ومن خلال الطبعة الثانية تدفق الكثير من المعلومات الغائبة .. والتي مطلوب من الكثيرين الذين يعرفون سيرة هذا الإنسان الكبير والذين عايشوا مشواره الحافل بالإنجازات الكبيرة والذي نحت الصخر وقهر الجبال وذلل العقبات في تحد بين الإنسان والطبيعة .. فحقق ما عجز عنه الكثيرون في وقت كانت التقنية تعاني من عجز كبير وواضح .. ولكنه معتمدا على الله فجر طاقات كبيرة .. نعم استطاع بن لادن من خلال مشواره الحافل أن يترك بصماته قناديل من الضياء والنور يشهد له بعظيم صنيعه مؤسسات بن لادن اليوم.. وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة