مازالت المراكز الإعلامية التابعة للأندية الرياضية المحلية، بعيدة عن دورها الإعلامي المتعارف عليه، بعد تمحور عملها في تنفيذ رغبات وتوجهات رئيس النادي بعيدا عن المصداقية، ورغم تميز بعضها، إلا أنها تعاني من الاستقلالية والتميز على غرار المراكز العالمية التي تتمتع بكافة الصلاحيات، وبين هذا وذاك لا زالت لغة الخطاب الإعلامي مفقودة، مما أفقد المراكز دورها في تنظيم العلاقة بين الأندية ووسائل الإعلام والجمهور، والمساهمة في تطور الأندية السعودية إعلاميا، «عكاظ» استضافت بعضا من خبراء الإعلام لإبداء آرائهم حول فشل المراكز الإعلامية في توصيل رسالتها إلى الجمهور بالشكل المأمول، كذلك أسباب تنصلها من دورها على وحي الواقع كجهة إعلامية في ظل سياسة «التلقين» الواضحة من قبل رؤساء الأندية، ليقتصر دورها من جهة إعلامية تطويرية إلى مراكز متابعة لتصاريح رؤساء الأندية. الأمر الذي تسبب في تعتيم شفافية المراكز الإعلامية، وتكسير مجاديفها المهنية، لتنفيها بعيدا عن وظيفتها الأساسية التي تنتهجها مراكز الأندية العربية والعالمية، وخرجنا بالمحصلة التالية: مجرد ديكور الكاتب الرياضي عثمان مالي أبدى وجهة نظره حول دور المراكز الإعلامية الرياضية، قائلا: تعتبر المراكز الإعلامية نقلة حضارية على صعيد الأندية المحلية، ولو نفذت بالمفهوم التقليدي للمراكز الإعلامية في الإدارات والأجهزة الحكومية ذات استقلالية الفكر، الذي يتسم بالبعد الإعلامي، وتهدف إلى نقل الجماهير الرياضية إلى موقع الحدث، فإن ذلك الهدف السامي والمطلوب من المراكز الإعلامية والبحث عن الخبر والتصدي للشائعات والمعلومات المغلوطة، التي أصبحت منتشرة عبر وسائلها المتعددة، ولكن المطبق في الأندية الآن اسم فقط، فالموجود في الغالب أسماء أخذت الشكل بالديكور ولا تحقق الأهداف، وإنما تحرص على تنفيذ توجهات رئيس النادي، وتهتم بأخبار كرة القدم التي تتوافق مع ذلك. وحول دورها الحقيقي، فمن المفترض أن تتعامل مع فئتين الأولى الجمهور الداخلي ويتمثل بالأندية وإدارتها، والفئة الثانية تتمثل في الجمهور الخارجي، والذي يتكون من نوعين، فهناك الجمهور ذو العلاقة بالنادي «جمهور النادي»، والذي يهتم بأخبار ناديه ويهمه كل صغيرة وكبيرة، وهو طالب الخدمة المستهدف من قبل المراكز الإعلامية، وهناك نوع آخر وهو الجمهور الرياضي بصفة عامة، ويهتم بطريقة غير مباشرة بأخبار النادي، على اعتبار أن الأخبار الرياضية داخل نطاق الاهتمام الشخصي، وأعتقد أن كلا الفئتين تستهدف الدور الإعلامي بطريقة حضارية. واستبعد عثمان مالي أن يكون دور المراكز الإعلامية، تقديم إحصائيات لنتائج معينة، وليس من دوره أن يقوم بعملية جمع المعلومات لوسائل الإعلام المختلفة، فذلك يندرج من ضمن دور العلاقات العامة، وليس للمراكز الإعلامية التي من الممكن أن تأتي كجزء من عمل العلاقات العامة، وأشار إلى أن الصحافة أو الصحفيين استفادوا بذكاء من وجود المراكز الإعلامية، حيث إن دور المركز يسهل من مهمته داخل النادي، لكن حال المراكز الآن منصب على نفي الأخبار التي لا تأتي متماشية مع إدارة النادي، كما يحرص على التصريحات وبعض التفاصيل التي لا يستطيع نشرها، إلا بعد أخذ الضوء الأخضر من القائمين على المراكز الإعلامية، فمنهم الذين يخلعون جلباب الاستغلالية ويكونوا قابلين إلى التشكيل من قبل إدارة النادي، بينما الإعلاميون الذين يتمسكون ويستمرون في العمل الإعلامي، باستغلالية للمهنة لا يأتون للمراكز الإعلامية وليس مرحب بهم، وعندما يتنازلون عن بعض مفاهيم تلك المهنية فإنهم يفقدون بعضا من القيمة الإعلامية، ويصبح العمل بعيدا عن الدور كما ينبغي. مسايرة التطور أوضح مدير الكرة في نادي الاتحاد حمد الصنيع أن المراكز الإعلامية لا تقوم بالدور الحقيقي لمفهوم الإعلام، ولو عملنا تقييما لبعض المراكز لوجدنا خللا كبيرا في فقدان المعلومة الصحيحة، فهناك غياب في وثائق الأندية، وإحصاء النتائج، وبالمناسبة أحب أن أشيد بالمركز الإعلامي في النادي الأهلي، الذي أقدم على خطوة إعلامية جميلة، وحدث ذلك عندما أصدر المركز كتيبا عن المرشحين في النادي الأهلي، وقدم نبذة عن النادي وبالصور، كذلك معلومات عن المرشحين وسيرتهم الرياضية، وأعتقد أن تلك خطوة إيجابية، عدا ذلك نجد أن بعض المراكز الإعلامية تركز على فرق كرة القدم، وتهمل الألعاب الأخرى، وكأنها غير موجودة، وكل ما يوجد في المواقع الرسمية لتلك المراكز أخبار كرة القدم بعيدا عن الإحصائيات، المطلوب من المسؤول عن المركز الإعلامي، تطوير عمله، بدلا من الاكتفاء بمهمة ساعي البريد، والذي يقوم بتوصيل ما يريده الرئيس وإرساله حرفيا. الإعلاميون مطالبون بالعودة إلى النهج الإعلامي الجيد والمفيد لخدمة الرياضة، هناك إعلاميون يعتبرون نموذجا وصورة مضيئة للإعلام، وهناك أعمال كبيرة يقدمها الإعلام، سواء فيما يتعلق بالدراسات، أو الأبحاث، إلى جانب تقديم فكر جيد ورؤية إعلامية تعكس الجانب الجميل لإعلامنا الرياضي، الذي يواكب ما وصلت إليه الرياضة السعودية من تطور، ونحن فخورون بهؤلاء الإعلاميين، الذين فرضوا حضورهم، وأبرزوا الصورة الرائعة للكرة السعودية في المناسبات الرياضية، المرحلة القادمة التي دخلتها كرتنا من خلال التشكيل الجيد الذي أفرزته الانتخابات واللجان، الإعلام مطالب بمواكبة تلك التطورات والسير في ذات الاتجاه، بهدف واحد هو رقي الكرة السعودية. خالية على عروشها الإعلامي عوض رقعان، رأى أن المراكز الإعلامية لا تقوم بدورها المتعارف عليه في جميع أندية العالم المتقدمة، وهي للأسف مراكز تقليدية، ولا يوجد فيها لمسة إبداع لمضمونها الإعلامي، بل يجب أن لا تسمى تلك المراكز بهذا المسمى، لأنها في الواقع لا تتجاوز دور مركز إرسال أخبار أو نفيها، المركز الإعلامي دوره هامشي في الأندية، بينما المراكز في الأندية الأوروبية لها قيمتها، ويتضح ذلك أن اللاعبين لا يبرمون عقودهم الاحترافية إلا في المركز الإعلامي، مع عقد مؤتمر صحافي لتسليط الضوء على الحقائق دون الترجل فيها كما هو حادث الآن، أيضا هناك متحدث إعلامي رسمي للمركز يمثل النادي، كما أن المركز يعد مرجعا لجميع الإعلاميين في كل الأمور والاستفسارات سواء لقضية أو لأخبار النادي، بينما تجد المراكز الإعلامية في الأندية خاوية على عروشها، ولو حاولت أن تتأكد من قضية أو خبر هام فان المركز لا يملك معلومة، لأنه آخر من يعلم، بل بعض المراكز تفتقد للتصوير الجيد والصياغة الإعلامية المتعارف عليها، باستثناء المركز الإعلامي لنادي الهلال، فهو الأفضل من بين المراكز الإعلامية المحلية، ويتميز بالتجاوب إلى حد ما من خلال سرعة إرسال الأخبار والصور، إلا أن هناك بعض الملاحظات تكمن في نقطتين، الأولى عدم وجود متحدث رسمي للنادي من خلال المركز الإعلامي، الأمر الآخر عدم حرص المركز الإعلامي على تغطية أخبار الألعاب الأخرى، بمعنى أن المركز لا يشملها، لذا آمل من القائمين على إدارات الأندية أن تسند المراكز الإعلامية إلى أصحاب الاختصاص، وليس لمن يريده رئيس النادي أو الصحافي الذي لا يتصرف، إلا بعد الرجوع إلى الرئيس، إذا أردنا تفعيل دور المراكز الإعلامية، لابد أن تخرج من جلباب الرئيس.