لم يستطع النقاد وصناع الإعلان في التلفزيون والوسائل المرئية بشكل عام والمتابعون من جانب والمشاهد من جانب آخر التوصل إلى صيغة تعامل ترضي الطرفين حتى الآن، وفي أمسيات رمضان يزداد غموض هذه العلاقة بين الطرفين حدة فأجدني مرة كواحد من العاملين في حقل الإعلام وكمشاهد أرفض التكرار غير المبرر في نسبة عرض الإعلان إذ يكفي أن يكون التعاقد على بث إعلان ما.. في برنامج ما.. مرة واحدة أو اثنتين وليس مائة مرة فوقت المشاهد ليس ملكا للشاشة المشاهدة وليس أيضا هو للمعلن بمعنى أدق أن الشاشة ولأسباب تسويقية ومالية وإنتاجية من حقها أن تعلن ألف إعلان ومن حقي كمشاهد أن أشاهدها جميعا أو لا أشاهد خمسها أي أكون «ستاند باي»، فبعض المشاهدين يعشق الإعلان، لكن عندما تقدم له ألف إعلان مختلف وليس تقديم خمسة إعلانات ألف مرة بشكل ممجوج بل ومزعج جدا يجعلني وببساطة لا اهتم بالمادة التلفزيونية التي أريدها، لا يمكن أن أشاهد برنامجي المفضل لدقيقتين وأشاهد تكرارا لنفس الإعلانات لمدة خمس دقائق، أكاد أجزم أن التكرار الممل فيه ما ينفر المشاهد عن السلعة وليس العكس، ولا سيما أن معظم ما يقدم على شاشات فضائيات رمضان إعلانات «دمها جامد» وغير متحركة أو متجاذبة مع روح المشاهد أو أنها فكهة وتجعلني انتظرها بشكل ومستوى هزيل يتناسب مع معظم إنتاج هذا العام تلفزيونيا. بعض أقسام التسويق والإعلان في هذه القنوات لا يعلم إلى أي مدى هي أهمية تعامل المشاهد مع التلفزيون لاسيما في عهد فيه ألفا قناة وقناة والمصيبة أكبر عندما تجد أن بعض هؤلاء الذين من المفترض أن أولى مهامهم دراسة هذا الجهاز لا يعرف بعضهم أن اختراع التلفزيون كان أول دوافع ظهوره وأهدافه الإعلان في الولاياتالمتحدة وفرنسا.. ثم بعد ذلك الترفيه والأخبار وما إلى ذلك. المطلوب «شوية» دقة في التعامل مع المشاهد في هذا المنحى فله بعض الحقوق بل كل الحق عندما يملك الخيار للانتقال إلى آخرين. فاصلة ثلاثية لإبراهيم خفاجي: من جبال النور من أرض الحرم غنت الأكوان في عذب النغم رادها الفرح تشاركنا بما قد أراد الله من خير النعم الوفاق الثر والحب الذي شرعه الإسلام للخلق كرم