مع بداية هذا الشهر الكريم، استقبل المواطنون والغيورون على الإسلام وسمعة الوطن، الأمر الملكي الكريم (بقصر الفتاوى الشرعية على هيئة كبار العلماء) بكل سعادة وارتياح، بعد أن بلغ انفلات الفتاوى الشرعية حدود الفوضى والعبث والارتجال، والإساءة لسمعة الإسلام وسمعة بلادنا، وكان لابد من وضع حد لها. لقد جاء الأمر الملكي ليقطع دابر فتنة كانت ستحدث، ربما بسبب جهل من يدعون الفتوى، أو بسبب أشخاص مندسين خلفها، ويودون إثارة الشغب بين عامة الناس لتحقيق غايات خبيثة يقفون خلفها، أو يسعون إليها .. فكان الأمر الملكي لها بالمرصاد، فأبعد هذا الشبح الكريه عن بلادنا وأمتنا الإسلامية. إن العالم كله، وفي مقدمته العالم الإسلامي، ينظر إلى بلادنا على أنها مصدر الإشعاع الإسلامي، والقدوة التي يتطلعون إليها بكل ثقة، ولابد أن نكون في مستوى هذه الثقة والانضباط والاتزان، وقد عادت الأمور ولله الحمد إلى وضعها الطبيعي. إن هيئة كبار العلماء في بلادنا تضم نخب العلماء الحقيقيين، ومن كل المذاهب الأربعة التي تعتبر المراجع الفقهية بكافة أصولها ومندرجاتها الشرعية .. ويستطيع كل من لديه آراء واجتهادات شرعية التواصل مع هؤلاء العلماء، وتقديم كل ما لديه لهم، ومناقشته معهم، وسيجدون منهم رحابة الصدر والتعاون الجاد بما يجب الأخذ به، وتصويب ما لديهم من اجتهادات خاطئة. لقد بدأ أصحاب الافتراءات النتنة بالخروج من جحورهم وكهوفهم الظلامية، عقب صدور الأمر الملكي الأخير، بادعائهم بأن هيئة كبار العلماء ستكون الناطقة باسم السلطة السياسية، وأنها ستسير في ركب توجهها ورغباتها، وهو تشويه وافتراء مرفوض من الجميع. إن أصحاب هذه الفئة إما أنهم يجهلون حقيقة ونزاهة كبار علمائنا، ولا يعرفون عنهم إلا ما يقال ويشاع بغرض الإساءة، أو أنهم مغرضون ويودون استمرار الوضع الفوضوي للإفتاء للنفاذ منه لتحقيق غاياتهم الخبيثة، وحتى يستمرون في ممارسة عبثهم وافتراءاتهم، لكنهم لن يجدوا سوى الوعي الذي يعيدهم إلى حجمهم الطبيعي. لقد انتهى زمن فوضى الإفتاء والافتراء، واستغلال الدين لأغراض شخصية، ولم يعد هناك مجال للظهور على حساب ديننا وشريعتنا الإسلامية، ولا توجد قوة تستطيع الحد من الوعي والفكر والثقافة، ولن يسير أحد من العقلاء خلف المبتورين والطارئين، بل خلف قناعاتهم، وعلمائهم الأجلاء الذين يعتزون بعلمهم ونزاهتهم وأفكارهم، واستنارتهم التي تخاطب العقول، وتحاكي التطور والتحضر بكل ثقة واقتدار .. وبالله التوفيق. [email protected] للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 266 مسافة ثم الرسالة