لقد خرج إلينا في الآونة الأخيرة نفر من الكهوف الغابرة، بعقول ظلامية، ومفاهيم خاطئة ، ويعتقدون بأن العصر لازال متوقفا عند ذلك الزمن البعيد، وأخذوا يفتون بلغة الكهوف المظلمة، ويحاربون الإشراقة والعقول المستنيرة، ويبدو أنهم عاجزون عن فهمها والتعامل معها، ولا يعلمون بأننا في القرن الواحد والعشرين! يقتطعون جزءا من القرآن الكريم أو جزءا من الحديث، ويأخذون مايناسب عقولهم وتفكيرهم، ويفسرون بحسب أهوائهم ومقاصدهم، ويريدون من الآخرين السير خلفهم بدون تفكير أو إرادة ، ولا يعلمون بأن زمن التبعية قد ولى إلى غير رجعة، وأن عقارب الزمن لاتعود للوراء، وأن لغة المنطق والإقناع هي التي يجب أن تسود. لقد أتى المؤتمر الإسلامي العالمي الأول لتعليم القرآن الكريم ليدحض كل قول وكل تهمة للدين الإسلامي، وأبان بشكل واضح مايجب أن يكون عليه التفسير الصحيح لآيات القرآن، وبما يبطل حجج المرجفين، الذين يتهمون ديننا وقرآننا بالتخلف، والتطرف والإرهاب، علما أنه دين السماحة واليسر والرحمة، والعلم والتطور، والحضارة .. وهذا هو المنطق الذي تستوي معه العقول. إن كل العلماء المتمكنين يدعون إلى الانفتاح على الأفكار والثقافات والمعارف والعلوم الأخرى، ويعتبرون الحضارة كلا لايتجزأ، وأن المعرفة بالأمور الدينية تستوجب المعرفة بوسائل العصر، والتعامل معها، لكن الكهفيين وأصحاب العقول الظلامية يعارضون ذلك لأنه يتنافى مع نظرتهم القاتمة وتوجهاتهم المشبوهة. لقد أضعنا من الزمن مايكفي، واكتشفنا بأننا قد سلمنا عقولنا وتفكيرنا بشكل تلقائي لأشخاص عطلوها لسنوات طويلة، أما الآن فإنه لاتوجد قوة تستطيع الحد من الوعي والفكر والثقافة، ولن نسير إلا خلف قناعاتنا، وعلماؤنا الإجلاء هم الذين نعتز بعلمهم وبأفكارهم واستنارتهم التي تخاطب العقول، وتحاكي التطور بثقة واقتدار.. إن حالة فلتان الفتاوى الشرعية التي نشهد تماديها مؤخرا، تؤشر إلى ثلاثة احتمالات: إما أن أصحابها لازالوا يعيشون في كهوف العصور الغابرة، أو أنهم يعيشون حالات اضطراب نفسي وفكري، أو أنهم مدسوسون لإحداث فتن وبلابل يستفيد منها أعداء الأمة الإسلامية.. فليس كل من التحى وارتدى عباءة الدين يمكن أن يكون مفتيا، لذلك لابد أن نكون واعين لهذا الأمر. إن في استمرار عبث هذه الفئة الظلامية ضررا كبيرا للإسلام ولسمعة الوطن، لاسيما أن بلادنا تعتبر قبلة العالم الإسلامي، وأن الجميع يتطلعون إلينا كقدوة، ونود أن تمثل حقيقة فكر ووعي وواقع الشعب السعودي ... وبالله التوفيق. [email protected] للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 266 مسافة ثم الرسالة