جبلنا وتربينا وتعارفنا وتفاهمنا واتفقنا على أن المرأة عاطفية وأنها.. الكائن الذي يستطيع أن يسكب أنهارا من الدموع في أقل عدد من اللحظات! وأنها ورقة ورد يخدشها اللمس الخفيف فكيف الجارح!! بينما الرجل جلمود صخر لا يضره شيء ولو حط من عل! لذا صار العنف ضد المرأة يرتكبه رجل!.. والقسوة رجل! والتسلط رجل! والقوة رجل! وهكذا ارتبطت هذه المعاني في مواريثنا الفكرية بالرجال، وفي المقابل صارت المرأة الحنان والدفء والضعف والسكينة والحضن! هذه القواعد من مسلماتنا التي لا تقبل الشك ولا الجدل. الرجل عندنا أسير تاريخ العائلة، ومقيد إلى مفاهيم متوارثة ينضوي تحت مظلة عالم الجبارين من الوحوش الضارية التي مكانها الأدغال والغابات وليس البيوت الإنسانية! منذ الأزل مهمته أن يطعم صغاره ويجلب القوت لأهله وبيته ويدافع عن أمنهم ويلبي احتياجاتهم ويحرس بيوتهم ويقف في وجه المعتدين ويصد المهاجمين! صورة من الأمس تناقلت إلى اليوم! فهل حقا كل امرأة صندوق حنان، وكنز عطاء، وحضن احتواء، وكل رجل قسوة وقوة وعنف وفظاظة وغلاظة؟! في الحقيقة لا وألف لا! كل مسلماتنا خاطئة! نحن نسمع بالرجل المستبد لكن ليس هو الصورة الحقيقية الوحيدة في الواقع المعاش! ونسمع عن المرأة المنكسرة الضعيفة، لكن في الحقيقة ليس هذا دائما الواقع المعاش! ما أكثر اللواتي بينهن وبين الأنوثة الاسم فقط، فبدلا من أن يكون الاسم (جبار) مثلا اسمها «حنان» وهي لا حنان ولا تمت للحنان بأدنى صلة! إذا مشت كأنها تضرب الأرض! وإذا تكلمت توعدت بأعلى صوت صالت وجالت! يخافها زوجها وأبناؤها وكل من حولها! قوية في جبروت! متسلطة في عناد! لا تعرف الكلمة الحلوة ولا تنطقها أحلى كلامها (السلام عليكم)! وفي أحسن أحوالها ألفاظها جارحة أو جافة، لو ناداها أحد ردت على النداء (هاه وشتبي)!.. أو (وشفيك خير)! ولو اصطدم بها أحد على غفلة صرخت (عمى ما تشوف)! وإذا أرادت المرور وسط زحام لا تعرف ألفاظ (ممكن) (لو سمحت) (عفوا)... بل تشق الطريق شقا وعلى لسانها كلمة (وخر.. إبعد)! أما الويل والثبور لمن علقت معه في نقاش.. تتساقط من لسانها الشتائم وألفاظ التحقير والتأنيب وقد ينتهي النقاش بالضربة القاضية! بعض النساء يردن الكلمة الحلوة لكن لا يعطينها! وتراها واقفة بالباب في حالة استنفار تنتظر مجيء الزوج كي يمطرها بالكلام المعسول والويل له لو لم يبدأ دخوله البيت بموشح من الغزل الصريح! في حين أن نهاره كله كان تعبا وشقاء ومكابدة من أجل لقمة العيش! هل تعرفون لماذا يهرب بعض الرجال من بيوتهم؟! لأنهم كرهوا دور الاسطوانة المشروخة! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة