بسم الله الرحمن الرحيم يعتقد الكثير منا أن الرجولة هي مجرد من يحمل اسم رجلا فقط .. ولا يعرف من معانيها سوى البطش . والشدة والقوة .والغلظة.والقسوة .والإنفراد بالقرار .والتسلط . وهناك الكثير ممن يعتقدون بأن من يتميزون بصفات معينة سيكونون رجالا بمعنى الكلمة مثل إثبات الذات ... ويكون أهله وزوجته وأبنائه حقول تجارب لصراعاته مع الحياة . ويسكب جل غضبه عليهم بألوان الطيف من صنوف الويل والعذاب . والتمسك بالرأي وإن كان خاطئا ...والتعسف ووضع حاله في مكان مناقضا لحياته .وأيضاً هناك من يرى رجولته في رفع صوته وقسوته على المرأة الضعيفة.ويقول( أنا أفعل هذا لأني رجل وأنت امرأة) .. ويفرض عليها أمر طاعته بكل جفاء متناسياً أنها الحياة شراكة بين طرفين لا بد من أن يساعدا بعضهما بعضاً بكل مودة فالإسلام أعاد للمرأة الحياة وأنقضها من جحيم العبودية للبشر حيث عاملها كإنسان له كرامته وإنسانيته , موازية للرجل ومساوية له في الحقوق والواجبات إلاّ فيما تقتضيه الفطرة من اختلاف . فمنع قتلها ودفنها وأذيتها وظلمها والإساءة إليها حتى جعل خير أتباعه أحسنهم معاملة لها , فهو القائل : ( خياركم خياركم لنسائهم )والقائل أيضا : ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخيارهم خيارهم لنسائهم )وأمر أمّته بالرفق بالنساء , فهو القائل : (رفقا بالقوارير ) أي النساء لرقّتهن .وشدّد على من يظلمهن حقّهن فقال( اللّهم إنّي أحرّج حقّ الضعيفين اليتيم والمرأة ) الْمَعْنَى َأُحَذِّر مِنْ ذَلِكَ تَحْذِيرًا بَلِيغًا وَأَزْجُر عَنْهُ زَجْرًا أَكِيدًا. هيهات ..هيهات..أيها الرجل ..فعند خروجه من منزله تجده شخصا آخر . يلاعب تيارات الحياة . كطير سابح في الهوى . أو كطير يلاعبه صاحبه على ملواح . حتى يأتي اليوم الذي يروضه . ومن ثم يوضع في رأسه البرقع . عندها تحجب عنه الرؤيا .. لكي لا يرى النور إلا من صقاره الذي روضه ويفز من وكره عند شعوره باللمس .!؟ إننا نتعجب من البعض!! الذي .يفرض رجولته على أهله. أو من يتعامل معه في الحياة.. خاصة زوجته وأبنائه .فهو يعاملهم من القسوة ماتقطر لها الدموع .! ويندى لها الجبين .وتصعب على كل رجل أن يرى الأب يعامل أسرته بهذه المعاملة . فتارة يعلو صوته ويصهل كصهيل الحصان. ويجلل ويهدر كهدير الجمل. ويعوي كعواء الذئاب . ؟!على زوجته أو بنته الكبرى ؛ لمجرد طلب منه وهذا الطلب ضروي لا بد منه لإكمال مسيرة الحياة.ويريد من أهله يصبحون ريموتا في يده يوجههم كيف يشاء . وفي أي قبلة يوجهها لهم .حتى لوكانت القبلة التي فرضها لا يريدونها ولا يرضون التوجه لها ؟لنعيش جميعا رجولة الأبوة والرحمة والشفقة .. وأن تغفر وتعفو عند المقدرة وأن تمسك نفسك عند الغضب! وأن تمسح بيد حانية دمعة ألم عن وجه بائس ! و البذل والعطاء والتضحية و الفداء! و أن تحسن إلى من أحسن إليك ولا تسيء إلى من أساء إليك ! و أن تحترم الآخرين وتحترم وجهات نظرهم ولا تستصغر شأنهم ولا تسفه أرائهم !الرجولة هي أن تقول الحق وتجهر به ولا تأخذك فيه لومة لائم !الرجولة هي الشهامة والمروءة في أجلى معانيها ! أن تعطي كل ذي حق حقه !والرجولة الأخلاق الكريمة والمعاملة الحسنة!تحب لغيرك ماتحب لنفسك !إنصاف المظلوم من الظالم !أن تمد يد العون للمحتاج في كل الظروف !أن تعرف قدر نفسك فلا تتجاوز بها الحد !أن تنام قرير العين مرتاح الضمير غير ظالم !مع الإرادة وضبط النفس ... وعلو الهمة ... الوقوف في وجه الباطل ...و النخوة والعزة والإباء.. وقفة رجل ......... عش مع أهلك وزوجك بكل محبة وتفاهم ومودة وحنان حسرة ............ لرجل رفع يده على طفلة صغيرة رفعت يدها النحيلة لتدافع عن جسم نحيل نجدته الصراخ .!؟ دمعة حزن ... أن نشاهد ونسمع الظلم للأهل والأبناء ولا ننكره .. عشتم بمودة تحفها رجولة تاجها الرحمة والتضحية والعطاء .