في الصيام فوائد عديدة لايمكن حصرها، وأهم هذه الفوائد هي الحكمة التعبدية، فألاصل في العبادات الامتثال والطاعة، أما الفائدة الصحية فإنه لا يخفى على أحد فوائد الصوم الصحية وما يمنح الجسد من منافع، فأقلها أنه يعلم الإنسان مبدأ الحمية التي هي راس كل دواء ويدربه على الجوع الذي فيه من المثابرة الشيء الكثير، فهناك أمراض كثيرة وخطيرة تحدث بشراهة الأكل، والصوم أول وسيلة ناجحة لعلاجها، ثالثا الانعكاسات النفسية، فالصوم يدرب النفس الإنسانية على الصبر والتحمل ويبعث فيها الإرادة والقوة، فيترك الإنسان ألذ الأشياء إلى قلبه وألزمها لمقومات حياته ولامتداد وجوده ونسله يتركها لساعات معدودة كل يوم فيشعر أنه إنسان متميز عن غيره وأنه الأفضل من بقية المخلوقات التي لا تصوم، فيعطيه هذا الشعور ثقة بالنفس وكرامة وعزة وشفافية لامثيل لها. أما الفائدة الإنسانية فإنه خضم هذه الحياة الجامحة وخلال خوض تياراتها المتلاطمة، ينسى الإنسان أخاه الإنسان، وينسى الضعيف والجائع والعطشان، لذلك ولغيره كتب الله علينا الصيام ليكون درسا عمليا نمارسه في رمضان وفي غيره فنتذكر هؤلاء فيثير فينا الرحمة والشفقة فنبادر لمساعدتهم ومواساتهم، كما أن من فوائد الصيام الفائدة الاجتماعية، فنادرا ما يلتئم نظام الأسرة وتجتمع على الطعام والشراب إلا في رمضان، فيجتمع شملها ويرجع الحنان والدفء إلى ثناياها، وكذلك يتذكر المسلم أقرباءه فيفتقدهم ويصلهم ويحسن إليهم، وكذلك يفعل مع جيرانه وأبناء حيه. والفائدة التاريخية، يقول سبحانه (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تفلحون)، فالصيام فريضة تعبدية منذ خلق الله البشر، فكل نبي أو رسول أمره الله أن يصوم وأمر أتباعه أن يصوموا، فالصوم واجب موغل في القدم، وممارسته دليل على أن المسلم فرد من هذه الأمة المؤمنة التي تتتابع من أقدم العصور فيأتي الأنبياء والرسل ليجددوا المعاني ويوضحوا الطرق. وأخيرا فإن من فوائد الصيام فائدة أخلاقية، فالصوم مدرسة لمكارم الأخلاق، فنتعلم فيه كيف نتعامل مع الفقير والمحتاج والجائع، ويعلمنا الصبر والإيثار والمساواة والشعور الجماعي ومبادئ الديمقراطية، فيكون الفطور في وقت واحد والسحور في وقت آخر، والصلوات المكتوبة وصلاة التراويح في أوقات معروفة، وصدق الله العظيم (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون). * استشاري أمراض الباطنة