إحدى القنوات الفضائية قررت أن تستثمر استثمارا غريبا على حساب المجتمع المحافظ الذي احتضنها طويلا ودعمها حتى اشتد عودها، أتت بشاب سعودي اشتهر عبر الإنترنت وبالذات مواقع (البالتوك) يتكلم بطريقة بذيئة تنم عن فراغ كبير صابا جام غضبه على كل شيء في مجتمعنا، بين الكلمة والأخرى يكثر اللعان والشتم حتى ان أقرب أقاربه لم يسلم من لسانه البذيء، عرفت من خلال المواقع الإخبارية على الانترنت والتي يبدو أن بعضها له علاقة ما مع تلك القناة أن هذا الشاب قد قام بزيارة موقعه أكثر من ثلاثة ملايين زائر، وكأنها تريد أن تقنعنا أن ذلك مبرر كافٍ لتلك القناة في أن تمنح ذلك الشاب فرصة للظهور عبر شاشتها، قد تكون تلك القناة محقة بالمنطق التجاري البحت، ولكن عندما ننظر لدور تلك القناة تجاه المجتمع الذي طالما تغنت أنها تهتم به وتضع رسالتها الإعلامية في خدمته، نجد أن استقطاب ذلك الشاب ومنحه فرصة استعراض صوته الذي طالما ارتبط بأذهان المراهقين بالبذيء من الكلام والفحش تعتبر خطوة غير موفقة بل تعبر عن إفلاس إعلامي ولهاث محموم تجاه المال بغض النظر عن أي شيء آخر، فات على هذه القناة التي يفترض أن يكون لها خبرتها الطويلة في الإعلام أنها قد تجد نفسها أمام القضاء والكثير من الخصوم الذين انتقص منهم ذلك الشاب وأهانهم بطريقة لا يقرها دين ولا قانون ولا عرف، ماذا نقول لأطفالنا الذين نمنعهم من تقليده أو الاقتداء بطريقته البذيئة في الكلام، كيف نشرح لهم قانون الاستثمار الجديد الذي اختارته القناة الأقرب لمجتمعنا، هل هي نتيجة الفوضى الإعلامية التي صنعها دخول الانترنت على مجتمعنا؟! أم أنها خطوة إجبارية تقوم بها القناة لمقاومة المد (العنكبوتي) الذي بدأ يقلص الكثير من مشاهديها ؟!. مهما كانت الأسباب والمبررات ومهما كنا طيبين ومتسامحين إلا أن استقطاب مثل هذا الشاب ومنحه فرصة للشهرة تعبر عن حال القنوات الفضائية الرديء وعن الإفلاس الفكري والإعلامي الذي تعانيه في ذات الوقت الذي أصبحنا فيه من الضعف بمكان حتى لم يعد لنا حساب أو اعتبار في أذهان القائمين على القنوات الإعلامية التي تدعي أنها منا!.