هي لا تخلع غطاء الوجه قط في حلها وترحالها .. هذه هي منذ أن بلغت السادسة عشرة إلى أن وصلت السادسة والأربعين! ويوم أن ارتدت النسوة العباءة على الكتف كانت هي لا تزال على إصرارها الثابت أن العباءة على الرأس وليس على الكتف! وعندما حلت مرحلة «البراقع» .. وذاع صيت أغنية محمد عبده «ما هقيت ان البراقع يفتنني» .. كانت هي تزدري المبرقعات وترى في كشف العينين ذنبا أما كشف الوجه فجريمة! ويوم أن تلثمت بعض نساء الأرض يخفين زينتهن وحتى لا يعرفن كانت هي حالة خاصة من النفور والاشمئزاز لا تعترف بالملثمة قط مسلمة!! ارتدت العباءة المنفوخة كالخيمة والمصنوعة من النسيج الثقيل لا تشف ولا تلين إذا لامستها بأطراف أصابعك وإذا وضعتها عليك انحنت رقبتك إلى الأمام وكأنك تحمل ثقلا وليس ترتدي زيا!! وظلت عليها على مر الأعوام لا تجدد ولا تتجدد وإذا قلت لها عباءتك مثل فروة أبوي في الشتاء كشرت عن أنيابها وزجرتني! وارتدت القفازات السوداء الداكنة الممتدة من أطراف الأصابع إلى «المرفق» على طول الذراع ولا تقف عند حد الكتف! وإذا قلت لها القفازات لسنا نحن أهلها ولم نعرفها في حياتنا .. واستوردناها ضمن أزياءنا المستوردة قالت اسكتي المهم أنها تستر اليدين! وارتدت الجوارب السوداء الثقيلة صيف شتاء ويوم كانت الجوارب الشفافة تغزو سيقان السيدات الأنيقات .. كانت هي في إصرار عجيب أن لا جورب إلا القطن والصوف الثقيل! صيف شتاء! ويلفحني الرعب وأسألها .. كيف تقاومين الحر، الدنيا صيف لاهب! ترد الله ينجيك من حر النار إذا دخلت جهنم!! هكذا كانت ويحتمل أن تصدق كل شيء يقبل التغيير حتى الشمس قد لا تشرق من الشرق لكن لا تصدق قط أن هذه تتغير! من صفاتها حب السفر وعشق المدن! فكان للعاصمة الفرنسية في قلبها منزلة لا تبارى ولا يمر عام دون أن تنزل فيها بما لا يقل عن أسبوعين! نزلت إليها هذا العام. ووقعت المفاجأة العظمى! احتراما لرأي فرنسا خلعت الغطاء بالكامل! واحتراما للخاطر الفرنساوي غيرت العباءة الثقيلة الداكنة السواد! ولأجل عين نهر «السين» خلعت جواربها السوداء وخبأتها في حقيبتها لحين عودة! ووضعت لأجل قامة .. «إيفل» قفازاتها في الدرج! وما يزيد من آلامنا أنها ليست وحدها التي غيرت قناعاتها من أجل إرضاء الآخرين وكذلك أيضا فعل بعض الدعاة مع العصر الجديد كانوا فرسان الصحوة أول من حارب الدش الفضائي والصحون اللاقطة وأصبحوا اليوم أكثر .. المشاهير استغلالا لها! وصاروا يقبضون أثمانا تشابه أثمان الفنانين والمطربين! وبل ورضوا تقديم الدعايات عنهم بواسطة نساء غير كاسيات بل الكاسيات العاريات! وأوجدوا العذر «هذا ليس بيدنا إنه نظام القناة» وفي النهاية هذه هي مخرجات الصحوة! جعلوا الدين مظاهر ثم تخلوا عنها وكانوا أول «المتنازلين»! نحن لا يعيبنا الخوف من التغيير إنما يعيبنا أن نكون عجينا للغريب وحديدا في الدار!! هذه هي صناعة الصحوة!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة