ودعت الساحة الثقافية في المملكة أول رئيس لنادي الجوف الأدبي الكاتب عيد بن نعيم السهو، الذي وافته المنية أمس إثر نوبة قلبية في مدينة سكاكا وووري جثمان الفقيد في مقبرة القرعاء. ووصف مثقفون وأدباء السهو بصاحب الرؤية، والرجل الذي ينبض بألف قلب، مشيرين إلى أن رحيله يعتبر خسارة للثقافة والأدب في المملكة. الراحل السهو له نحو خمسة مؤلفات في مجال الشعر والأدب والأنساب، وديوان كان يستعد لطباعته بعد اكتمال إعداده. ولد عيد نعيم السهو في الجوف، وعمل في المجال الحكومي مديرا للجوازات والجنسية في القريات عام 1382ه، ومديرا للجوازات في طريف عام 1390ه، ومديرا للجوازات والجنسية في منطقة الحدود الشمالية عام 1391ه، ومديرا للأحوال المدنية في الحدود الشمالية منذ عام 1404ه حتى أحيل للتقاعد عام 1415ه. رشح الراحل لرئاسة النادي الأدبي في منطقة الجوف من قبل الأمير عبد الإله بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف آنذاك بعد أن صدرت الموافقة على تأسيس النادي، وعمل منذ تعيينه رئيسا للنادي على تشكيل اللجان واختيار الموقع مع مجموعة من أدباء ومثقفي المنطقة. العمل الدؤوب ونعى أدباء ومثقفو الجوف الأديب عيد بن نعيم السهو، حيث قال مدير فرع جمعية الثقافة والفنون الدكتور نواف بن ذويبان الراشد: إن الوسط الثقافي فقد رجلا من رجالات الأدب والثقافة عمل بكل تفان وإخلاص، ويعرف عنه حب الخير والعمل الدؤوب. وكانت لجهوده ثمار طيبة، منها عمله كأول رئيس للنادي الأدبي في المنطقة. رمز للأدب ووصف الدكتور فارس بن حمد النصيري وفاة السهو بالخسارة على مجتمعنا الثقافي لما عرف عنه من حب للعمل في هذا المجال، ولا زلنا نحتفظ بالعديد من مؤلفاته، فهو رمز للأدب في منطقتنا ووطننا العزيز، أسأل الله له الرحمة والمعفرة. خدمات جليلة وقال رجل الأعمال وعضو مجلس إدارة نادي الجوف الأدبي سابقا مفلح بن عبد الله آل كايد: إن الفقيد يعتبر من وجهاء الشمال، وهو فقيد للمنطقة، وقدم خدمات جليلة لوطنه أثناء حياته، وقد فقده رجال الأدب والثقافة لكونه يمثل جميع الجهات، وحياته العملية حافلة بالعطاء. إنسان نادر واعترف الأديب والقاص ورئيس نادي الجوف الأدبي سابقا عبد الرحمن بن إسماعيل الدرعان بحرقة، «بأن فجيعتي بوفاة الأستاذ عيد السهو أكبر من كل كلمات العزاء». وأضاف لم أكن أتعرف إليه شخصيا قبل أن يجمعنا النادي الأدبي، ومنذ اللحظات الأولى شعرت أنني أمام إنسان نادر، سرعان ما توطدت بيننا علاقة عميقة كان فيها هو الأدب الذي يعمل بمشاعره. ورأى أنه رجل بألف قلب، كنا نعقد اجتماعاتنا لتأسيس النادي الأدبي في بيته، وتحديدا في مكتبته، ونتحدث كثيرا في قضايا الأدب والشعر قبل وبعد الاجتماع، وعلى الرغم من اختلافاتنا فقد كان أستاذا كبيرا ذا صدر واسع يرى بعيني خير أفقا أبعد. ومضى الدرعان قائلا: «إن طفلا يتهشم من داخله إذا ما انكسرت قيمة من القيم التي يحبها، وفي الوقت نفسه مسؤول شجاع، وصاحب موقف وفي كل الحالات لا تملك إلا أن تحبه، نختلف معه فنحبه ونتفق معه فنحبه». ودعا الدرعان الله أن ينزل عليه شآبيب رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهمنا الصبر والسلوان.