رسالة جوال مما يتبادله الأصدقاء قبيل دخول شهر رمضان تبدو موغلة في خفة الدم إلى حد السخرية التي لا تطاق، كما تبدو جريئة إلى درجة الوقاحة، وعلى الرغم مما فيها من خفة الدم والسخرية والجرأة والوقاحة إلا أنها دالة على نحو تحولت معه إلى إدانة لممارسات لا تخلو من وقاحة وجرأة وإن خلت من خفة الدم. رسالة الجوال التي استأذن القراء الكرام كي أورد نصها تقول: (تفرغ للصيام وخلي الدعاء علينا، للحصول على دعوات خاصة حول على حسابي رقم 12345: 1000 ريال دعاء لك قبل أذان المغرب. 1500 ريال دعاء لك قبل أذان المغرب مع البكاء. 2000 ريال دعاء لك آخر الليل. 2500 ريال دعاء لك آخر الليل مع البكاء. ولا يفوتك العرض الخاص: فقط 4000 ريال: الباقة كاملة طيلة شهر رمضان). الرسالة الساخرة تكشف عما بلغه الحال من متاجرة برسائل الجوال التي تبتز أموال الذين يصدقون ما تنصبه لهم من حيل وألاعيب تبدأ من استشارات سوق الأسهم وتنتهي بقراءة الفنجان والكف وترشيح المطرب المفضل واللاعب المميز والفريق الفائز. والرسالة الساخرة تكشف عما بلغه الأمر من متاجرة بكل القيم والمثل، فكل شيء أصبح قابلا للعرض والبيع والشراء والمساومة، بالنقد والدين والتأجير المنتهي بالتمليك، وإذا كانت سوق الفن قد عرفت ذلك مبكرا حين تحول المغنون من الغناء على مقام الرصد إلى الرقص على مقام الرصيد، فقد ابتلينا في آخر الزمن بدعاة وأشباه دعاة امتهنوا الدعوة لله فخرجوا من مقام العلماء والدعاة إلى مقام نجوم الكوميديا يشترطون على كل موعظة يلقونها أجرا وضيافة في فندق 5 نجوم وتذكرة طائرة في الدرجة الأولى، مع الاحتفاظ بحقهم بعد ذلك في تسويق ما قدموه من موعظة على الجهة التي تقدم لهم ما يغريهم من الأجرة، مطمئنين أنهم لن يحرموا بعد كل الذي صنعوه من الأجر. تلك بعض دلالات الرسالة الهاتفية الوقحة وإشارتها إلى واقع لا يقل وقاحة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة