حصلت مشكلة بيني وبين أخت زوجي التي جاءت لزيارتنا، والتي قمت بواجبها ولم أقصر معها إطلاقا، لكنها قابلت ترحيبي واهتمامي فيها بالتحدث عني وتقويلي ما لم أقله، وسببت لي مشاكل كبيرة مع الآخرين، وقد صدمت من هذه التصرفات التي لم أكن أتوقعها، وما أغاظني أكثر أنها تحدثت بكلام يسيء لسمعتي، وحتى لا أحرجها بأية مواجهة معها؛ تحدثت مع والدتها لكي تكف ابنتها عن التعرض لسمعتي، والمؤسف أن والدتها وأهل زوجي فسروا ذلك على أنني لا أريدها في بيتي، ولم يفاتحوها في الموضوع وطلبوا منها أن تعود إلى حيث أتت، رغم أنها لم تكن راغبة في العودة إلى بيتها الذي يقع في مدينة أخرى، وكبرت المشكلة بيننا، وصارت لا تتكلم معي ولا تأكل معي، ومع ذلك كنت أكلمها وأدعوها للطعام ولكن دون جدوى، وحين عادت إلى بيتها والتقت في أهلها سألوها عن مشكلتها معي فأنكرت أي كلام تقولت به عني وادعت أنني طردتها من بيتي، وأسأت إليها، وصدقوا ما قالته عني وقاطعوني ولم يعودوا يسألون عني ولا يكلموني، وحين يتصل بهم زوجي لا يسألون عني ولا يذكروني أبدا، وحين ذهبت للمدينة التي تسكن فيها لم يسألوا عني وحتى عن الأولاد، وعلى الرغم من سوء معاملتهم معي لكني في نفس الوقت أتمنى زيارتهم والتواصل معهم دائما، فما هي نصيحتك لي؛ لأنني في دوامة لا يعلم بها إلا الله، فأنا أعتبرهم مثل أهلي وأمرهم يهمني؟. أم سامي أبها مشكلتك تتكرر في الكثير من البيوت، ولو أعدت قراءتها لوجدت أن حلها كان سهلا قبل تعقيدها وبعد تشعبها، فإن كنت متأكدة من أن أخت زوجك قد قالت عنك ما قالته، وأن ما قالته ليس بك، فلن تستطيع تشويه سمعتك بين الناس إن كان الناس يعرفونك حق المعرفة، ولو أنك تناولت مسألة ما تقوله عنك بالمواجهة بين أخت زوجك وبين من نقل لك الكلام لتوقفت أخت زوجك عن الكلام وتوقفت من نقلت لك الكلام عن النميمة بينكما، ولو أنك تجاهلت ما قالته وأحسنت إليها لزاد ذلك من إحساسها بالندم والخطأ. الناس يا ابنتي تسلك هذا المسلك في معظم الأحيان غيرة وحسدا، ونار الغيرة لا يطفئها الغضب بقدر ما يطفئها ماء التسامح، ومن كان في مثل وضعك ينطبق عليه المثل القائل «من أجل عين تكرم مدينة»، من أجل عيون زوجك يستحق بعض أهله المسامحة لا سيما أن فيهم من تربطك به علاقة حب ومودة واحترام، تجاوزي عن سلوك أخت زوجك وكوني أنت المبادرة، وليصطحبك زوجك لزيارة أهله، حتى يرى بأم عينه سلوك بعض أهله معك، وتتضح له أخطاء البعض إن وجدت، فيكون هو من يدافع عنك بدل دفاعك عن نفسك.