رمضان شهر القرآن فيه أنزل، وشهر الصيام فيه كتب، وشهر ليلة القدر هي خير من ألف شهر، وكل ذلك «لعلكم تتقون»، وجاءت في سياق آيات فرضيته آية ذات مذاق راق كبقية آيات القرآن (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) . الصيام ينهك البدن لكنه يقوي العزيمة وينقي النفس ويفتح للروح آفاق المناجاة فتسبح في سماء التألق وتتخفف من شهواتها ورغباتها وتطمح إلى رضوان بارئها. باب الريان أحد أبواب الجنة وهو للصائمين فقط، كما أن الصائمين تنتظرهم فرحتان: فرحة الفطر وفرحة حين يلقون ربهم، وذلك ثمن حرمان النفس مما تحب كي ترضي من تحب. إلا أن هناك متربصين برمضان يعدون العدة له الشهور الطوال حتى إذا ما لاح هلاله بدأ التنافس المحموم في الفوز على الصائم والتغلب على صيامه، وكأن المعادلة في طرفيها عليك الصيام وعلينا الباقي. ربات البيوت في شغل شاغل استعدادا وتكديسا، ومستودعات التجار تجمع الأصناف وتراجع الأسعار فالكميات متوفرة والأسعار أيضا مزدهرة، وهذا كله من أجل الفوز بمعدة الصائم. ولا يفوت القنوات أن تظفر بالصائم كي يمر عليه ليله ونهاره وهو في أيد تضمن له التسلية والمزاج المعتدل الذي يحتفظ باعتداله إن جاع وإن شبع. ولبعض الدعاة نصيبهم من هذا البازار الرمضاني حتى لا تفوتهم حصتهم من كيكة لا تأتي إلا مرة واحدة في السنة ومن حقهم أن يظفروا منها بنصيب، ومن ذلك أيضا ميكروفونات المساجد التي تستعد للمنافسة الحامية، في أصوات تتعالى ولا يكاد الوجدان يستبين منها شيئا. الكل يحد شفرته من أجل رمضان، ويبقى أجمل صيام هو ذلك الخاشع الهادئ الذي يخلو من كل ضجيج ويسلم من هذه البازارات وما أشد ذاك ندرة في هذه الأيام الصاخبة. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 241 مسافة ثم الرسالة