بين الثقل الاقتصادي للمملكة والثقل السياسي علاقة وطيدة لا من حيث انتماء المملكة للمجتمع الدولي وترجمتها لهذا الانتماء بانضمامها لمنظمة التجارة العالمية وما تمثله من قيم الاقتصاد الحر وفتح أبواب الاستثمار وتوخي أسعار عادلة للنفط وحرص على إصلاح الوضع الاقتصادي العالمي والمشاركة في دعم الحلول التي تهدف لتجاوز الأزمة المالية العالمية فحسب بل لانطلاق الاقتصاد السعودي من قيم إنسانية عميقة وراسخة تستهدف الخير للبشرية جمعاء وتراعي مصالح الشعوب جميعا وبخاصة الشعوب الفقيرة، وكذلك حرص المملكة على أن تضع إمكاناتها الاقتصادية في صالح ما يخدم القضايا العربية ويحقق للمنطقة الاستقرار ويوفر لها سبل التقدم ويحقق لها السلام العادل والشامل. هذه العلاقة الوطيدة بين الثقل الاقتصادي للمملكة والثقل السياسي رسمت خريطة جولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والتي بدأت من مشاركة المملكة في قمة الدول العشرين التي عقدت في كندا وانتهت بالجولة العربية التي شملت مصر وسورية ولبنان والأردن، التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بقادة تلك الدول لمناقشة كل ما من شأنه أن يعزز وحدة الصف العربي ويقضي إلى تجاوز عوامل الفرقة والاختلاف بين الدول العربية. في قمة العشرين مثلت المملكة صوت العقل والحكمة حين أكد الملك عبد الله أن تجاوز العالم للأزمة المالية لا يمكن أن يتحقق بفرض الضرائب والغرامات بل بتعزيز المراقبة على المؤسسات المالية لكي لا يؤدي الاقتصاد الحر إلى ارتكاب أخطاء يدفع قيمتها العالم أجمع حين تتسبب الأزمة المالية في تعثر مشاريعه التنموية وتتعطل مصالح شعوبه.وفي القمم العربية أكد خادم الحرمين الشريفين أن تكريس قيم المصالحة العربية وتجاوز أي مؤثرات وتأثيرات خارجية، يمكن لها أن تؤدي إلى نشوب خلافات بين الدول العربية، هو السبيل الوحيد إلى دعم وحدة الصف العربي كما أنه هو السبيل الوحيد لدعم الموقف العربي حيال ما يواجهه من تخاطر وتحديات. تلك هي ثمرة جولة خادم الحرمين الشريفين بدءا من العمل على تجاوز الاقتصاد العالمي مأزقه وأزمته وانتهاء بتجاوز العالم العربي خلافاته والعمل على وحدة صفه، وهذا هو ديدن خادم الحرمين الشريفين في كل ما يتصدى له من عمل قائدا ملهما وإنسانا عظيما يحرص على ما فيه خير العالم وخير الأمة العربية قدر حرصه على ما فيه خير بلده وشعبه. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة