«علاقتي مع فنان العرب محمد عبده قديمة وقائمة على الصداقة والمحبة وفعل الخير، فالرجل ذو أخلاق عالية ويحب بذل الخير في كل الميادين». كانت هذه العبارة إجابة للدكتور رضوان الرضوان الباحث الشرعي ومأذون عقود الأنكحة وخطيب جامع الإخلاص في جدة، عندما سئل عن سر علاقته بالفنان محمد عبده. الرضوان يكتب شعر الغزل، لكنه يعتبر أن الغزل في هذا الوقت أضحى «قلة أدب» ولم يعد عفيفا كما كان في السابق، ويقرأ باستمرار كتب المصطفين المنفلوطي والرافعي وغيرهما. يقول الباحث الرضوان عن نفسه «أحرص يوميا على قراءة الجديد، وخاصة في كتب الفقه المعاصر التي تستعرض القضايا المستجدة والنوازل الفقهية، وأحب قراءة هذه الكتب دائما بعد صلاة الفجر وقبل النوم». ويضيف: أحرص على توسعة مداركي في فنون أصول الفقه على وجه التحديد، كما أضع جدولا دقيقا أدير من خلاله أعمالي اليومية، كزيارة والدتي وإلقاء الدروس والمحاضرات واللقاءات وزيارة الأهل والأصدقاء والأقارب. يحرص الرضوان على القرب من الشباب، معتبرا أن سلوك كثير منهم الطرق الخاطئة سببه بعد المصلحين والمربين عنهم، والذين يفككون الشبهات والأفكار الضالة التي يعرضها عليهم أصحاب الفتنة والضلال. يهوى الباحث الرضوان ممارسة السباحة والمشي، ويكره كرة القدم التي عجز أن يتعلم فنونها ومهاراتها منذ صغره، وفي الأطباق المفضلة، فإنه يحرص على تناول السلطات بأنواعها المختلفة. وفي السفر يفضل الرضوان الاستقرار في البلاد الباردة والأرياف البعيدة ذات الأجواء الصحية والتي تخلو فيها مظاهر المنكرات الشرعية (حسب وصفه). يعرض لنا الرضوان موقفا مؤثرا ما زال يتذكره حتى اللحظة، إذ أنه أجرى عقد زواج بين فتاة شديدة السمرة وشاب شديد البياض، قائلا «سألت الشاب: هل أنت مجبور على الزواج منها، فأجاب: تربيت معها منذ صغري وأحبها فتقدمت للزواج منها بمحض إرادتي». وفي صورة معاكسة، تفاجأ الرضوان من اقتحام فتيات مجلسه إبان إجرائه لعقد نكاح، وعبرن عن رفضهن للزواج؛ لأن ولي أمرهن أجبرهن على ذلك، فترك المكان واشترط موافقتهن لعودته. ولم يزل الرضوان يتذكر الموقف الرهيب الذي حل به حين أم المصلين في جامع الملك سعود، وكان من بينهم مفتي عام المملكة السابق الشيخ عبد العزيز بن باز -يرحمه الله-، إذ كان يتصبب عرقا وتصطك ساقاه من هيبة الموقف. يوصي الدكتور رضوان الرضوان الشباب بالاقتراب من العلماء والالتفاف حولهم، قائلا «إن ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حريص على جمع الكلمة ووحدة الصف، وهذا يحصل بالالتفاف حول العلماء الربانيين والأخذ عنهم».