كنت بالأمس أتحدث عن غياب التنسيق بين وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي، وأن هذا الصراع الذي كان في ما مضى في المجالس، أصبح اليوم على الصحف مع دخول جمعية حقوق الإنسان كطرف ثالث. هذا الغياب في التنسيق هو نفس الغياب الذي كان بين وزارة الكهرباء سابقا ووزارة الهاتف سابقا ووزارة المياه، وما زال وإن اختفت الوزارات وأصبحت شركات الجزء الأكبر من أسهمها مملوكا للدولة. فقد كانت -وما زالت- لا تنسق في ما بينها، وكانت تأتي وزارة المياه لأحد الحياء، فتحفر شوارعه لتمدد الماء، ثم وبعد أن (تزفلت) الشارع وإن لم تعده كما كان، تأتي وزارة الكهرباء لتحفر نفس الشارع من جديد، وتعيده أكثر تشوها، ثم تأتي وزارة الهاتف لتحفر نفس الشارع للمرة الثالثة، وتعيده بتشوه أكبر مما فعلته سابقاتها. أحيانا وبعد أن تنتهي إحدى الوزارات عملها في الحي، تأتي الوزارة الأخرى لتحفر في نفس المكان فتخرب ما فعلته الوزارة السابقة، فتضطر تلك الوزارة إلى الحفر من جديد لإصلاح ما خربته الوزارة الأخرى. وهكذا مضت الأمور؛ غياب في التنسيق بين الوزارات، فيدفع المواطن ثمن هذا، مع أنه كان يمكن للوزارات الثلاث أن تنسق فيما بينها وتحفر الشارع مرة واحدة، وليس مهما أن تعيده مشوها أو ترفع كلفة الحفر (والزفلته) مرة واحدة بقيمة ثلاث مرات، على الأقل لن يتم تعطيل سكان الحي لمدة طويلة. المشكلة أن أغلب الوزارات ليست مختلفة عما ذكرته، بل وعند الأزمات تتبادل التهم فيما بينها، كما كان يحدث بين وزارة الصحة ووزارة الزراعة حين تفشت (إنفلونزا الطيور)، كذلك حين انتشرت حمى الضنك، فتاه المواطن بين وزارة الصحة والبلدية، ولم يعد يعرف من هو المسؤول عن مكافحة هذه الحمى، فوزارة الصحة كانت تؤكد أن المكافحة ليس منوطا فيها، وأن مهمتها تتمثل في عد الذين فتكت بهم حمى الضنك. أحيانا أتساءل: هل نحتاج إلى حوار وطني بين الوزارات، علهم ينسقون في ما بينهم؟ لكن الخوف أن يصبح الحوار في ما بين الوزارات، هو نفس الحوار الوطني، الذي بدا في جولته السابعة المقام في محافظة الأحساء أقرب للمفاوضات منه للحوار، فيما المواطن يئن من الألم بسبب غياب التنسيق بين الوزارات الذي لم يصنعها هو، لكنه وحده يدفع الثمن إذ تتقاذفه الوزارات، وكأنه كرة (تنس طاولة) في مباراة لن تنتهي بين الوزارات، وعليه أن يتحمل. [email protected] S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة