وصف ل«عكاظ» سفير خادم الحرمين الشريفين في بكين يحيى الزيد اهتمام الصينيين بالأيام الثقافية السعودية ب«الملفت»، وقال: «لمست هذا شخصيا من المسؤولين الصينيين مباشرة». وأشار الزيد عقب اختتام الأيام الثقافية السعودية في بكين إلى أن الثقافة أساس مهم لتجسير العلاقات بين الشعوب. وحول ما يتردد شعبيا من أن المنتج الصيني في المملكة يمثل أدنى خطوط الإنتاج للمصانع الصينية، أوضح السفير الزيد قائلا: «سمعت هذا الكلام ولمسته، وحين حاورت وزير التجارة الصيني، أجاب أن المستورد السعودي هو السبب، لأنه يختار دائما الأرخص، والأقل جودة، ولكننا لم نرضخ لهذه الأسباب، ونسعى قريبا لاستصدار شهادة منشأ للمنتج الصيني المورد للمملكة». وعلق الزيد على الموقف السياسي الصيني من القضايا العربية وأمن الشرق الأوسط في ظل تشابك السياسي بالاقتصادي في العلاقات الدولية، مبينا «أن الموقف الصيني واضح في مناصرة السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط، كما يؤيد خلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، ولكن العلاقات بين الدول لا تقوم على التماثل التام، فهناك تمايزات ولكنها عموما لا تظهر بشكل يثير حساسية أي من الطرفين (المملكة والصين)، كما الدبلوماسية السعودية والصينية تسعى لمزيد من تقارب وجهات النظر حول أي موضوع مشترك». وتطرق السفير الزيد إلى المسلمين في الصين، موضحا أن وضعهم يشبه وضع المواطن الصيني «لمسنا ذلك على أرض الواقع، ويمكن لأي زائر للصين أن يلمس ذلك، ففي بكين وحدها أكثر من 73 جامعا ومسجدا». من جانب آخر أضفت الفرقة الشعبية على ختام (الأيام الثقافية السعودية في بكين) أمس، جوا احتفاليا استثنائيا حين نقلت مسرح عروضها من القاعة المخصصة لذلك بنصب الألفية، حيث تقام فعاليات الأيام من عروض ومعارض فنية وثقافية، إلى قمة سور الصين العظيم، حيث أبهر أداؤها زوار السور من الصينيين والسياح من كل بقاع الارض، وقد أجاد أعضاء الفرقة في انتقاء الرقصات الملائمة لهذه الأجواء الاحتفالية واختاروا الرقصات ذات البعد الحركي والمتوهج؛ لاستقطاب أكبر شريحة ممكنة من المشاهدين الذين لم يكتفوا بمراقبة إيقاعات الدفوف وانفعالات الراقصين؛ بل شاركوا ولو باستحياء في هذه الحفلة الصاخبة للفن والحياة في تعانق مثير بين الشرق والشرق أيضا، على أضخم أعجوبة من عجائب الأرض على الإطلاق. وكان رئيس الوفد وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للإعلام الداخلي عبدالرحمن الهزاع، قد ارتأى أن يتوجه الوفد وبالتالي الأنشطة إلى أفق آخر، واختار سور الصين تحديدا لسببين رئيسين حسب تعبيره «الاستفادة من وجودنا في بكين للوصول إلى شريحة أخرى من السواح الأجانب القادمين من أصقاع الدنيا، ومزج إرث المملكة الحي بأضخم منجز بشري حجما حتى الآن، وإخراج هذه الأنشطة المهمة من أسر القاعات الضيقة إلى فضاء الناس بشتى مدراكهم؛ لأن هذا هو الهدف الأساسي من هذه الأنشطة التي تعنى مباشرة بإيصال صوت المملكة إلى جميع الناس في هذا العالم المتشابك تواصلا ومصالحا وحساسيات». الأيام الثقافية اختتمت أنشطتها بعد خمسة أيام من الركض الإبداعي الجميل، بدأ باحتفال رسمي الأربعاء الماضي، وانتهى أو استبق الانتهاء باحتفال أسري عارم المشاعر حين دعا سفير المملكة في الصين يحيى بن عبدالكريم الزيد المشاركين في الوفد إلى وليمة عشاء في أحد فناق العاصمة الصينية بكين، تبادل فيها الطرفين السفارة والوفد مشاعر الامتنان والتقديرعلى هذا الحضور المتميز والأداء المشرف.