أثار الإقبال الكثيف على حضور أنشطة الأيام السعودية في بكين، حماسة الجانب الصيني وجعلهم يعجلون الترتيبات لإقامة أيام مماثلة في السعودية في أقرب وقت ممكن، قبل نهاية العام الحالي بل إن المعلومات شبه المؤكدة تقول: إن الأيام الصينية في السعودية وتحديدا في الرياض وربما مناطق أخرى في المملكة، ستكون في 24 سبتمبر من العام الحالي، وكان الجانبان السعودي والصيني قد عقدا اجتماعا مطولا وحميما في ثاني أيام الأيام السعودية في بكين، مثل الطرف السعودي فيه رئيس الوفد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الداخلي عبد الرحمن الهزاع، ومن الطرف الصيني وزير الثقافة الصيني تشاي أو، وحضر الاجتماع الذي عقد في مقر وزارة الثقافة الصينية سفير المملكة في الصين يحيى بن عبد الكريم الزيد، وتناول الطرفان في حوار مطول مسيرة التطور في العلاقات بين البلدين، والتي استطاعت في 20 سنة من الزمن أن تختصر القطيعة التي امتدت طويلا. وركز الحوار بعد النجاح الكبير للأيام الثقافية رغم أنها لم تزل في يومها الثاني، على أهمية تفعيل الاتفاقية الثقافية بين البلدين وفي أسرع وقت ممكن. وأشار الوزير الصيني في مجرى حديثه، إلى مشروع صيني ضخم لتفعيل الجانب الثقافي في مسيرة التنمية التي تعيشها بلاده من خلال إنشاء مزيد من المتاحف والمكتبات المجانية، بحيث تنتشر الثقافة بشكلها المطلق من العاصمة بكين إلى أصغر قرية في الصين. وعبر الوزير الصيني عن بهجته بذهاب أبرز فريق صيني للمملكة في الأيام القريبة، معتبرا ذلك خطوة على التواصل الثقافي بين البلدين، ولكن الجانب الاقتصادي لم يغب عن ذاكرة الصينيين حين أكد الوزير الصيني على سروره بإنجاز شركة صينية لمشروع قطار الحرمين. ومن جانبه، أكد الهزاع أن الثقافة هي حلقة الوصل الأولى بين المجتمعات، حيث إن المشاريع الاقتصادية والمعمارية والنفطية ينحصر الاهتمام بها عند شريحة من الناس مهما كانت هذه الشريحة كبيرة، ولكن الثقافة للجميع، فالموسيقى هي لغة الشعوب، والتشكيل والنحت والرقص لا تحتاج إلى مترجم لكي يفك طلاسمها، مثل أي منجز إنساني آخر. وكان اليوم الثاني للأيام السعودية في بكين، قد شهد حضورا جماهيريا طاغيا، وحرص الحضور على التعرف على الحرمين الشريفين وعمارتهما، كما حرصوا على التعرف على الجوانب التقليدية والفلكلورية، مثل: الرقص والغناء والقهوة والتمر والأزياء الشعبية. لقطات • رد السفير السعودي بحصافة ذكية على أمنية الوزير الصيني حين قال: «حلمي رغم أنني لست مسلما أن أرى الحرمين الشريفين»، بقوله: «ليس هذا مستحيلا، ما عليك إلا أن تؤمن، وتشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله». • نجاح الأيام السعودية في بكين، كان واضحا لدرجة أن البعض ممن شارك في أيام سعودية أخرى في عواصم مختلفة قال: إن الحضور في اليومين الأولين يوازي حضور كل الأيام السابقة. • أثارت لفتة إقامة جدارية سعودية في بكين اهتمام الجميع، ما دعا وزارة الثقافة ممثلة في رئيس الوفد الهزاع إلى إهدائها إلى وزارة الثقافة الصينية لتتخذ الموقف حيالها. • بعد أن سرقت الفنون التشكيلية اهتمام الحضور في اليوم الأول، بدا الإقبال يتزايد في اليوم الثاني على الفنون الفلكلورية. • كانت تجربة مزج الموسيقى الشعبية للبلدين كما تجلى في الحفل التكريمي الذي أقيم مساء اليوم الأول، حديث الجميع حين أغرى الجانب السعودي الفرقة الصينية على عزف الخبيتي.