بالتبعية للمقال السابق الذي تناولت فيه تبعات وسلبيات تدخل الأم للحؤول دون معاقبة الأب أحد الأبناء بغية تأديبه وتقويم سلوكه، وبينا في معرض المقال كيف أن عاطفة الأم وخوفها المفرط على أبنائها يخونها أو يخذلها إن صح التعبير ويجعلها تتصرف على نحو يفسد تربية أبنائها ومن أبرز تجلياته أن الأبناء سوف ينظرون إلى أبيهم نظرة ممزوجة بالخوف والحنق وصولا لكراهيته، ومن غير المستبعد أن يتطور الأمر للتجاسر عليه .. هذه إشارة لمجرد التذكير لبعض ما سلف ذكره أردت بها ربط الطرح السابق بمحور موضوعنا والذي نتناول فيه تداعيات ذلك السلوك على المسيرة التربوية بالمجمل، لاريب أن أحدا لن يختلف معي بأن البناء التربوي يتركز على مفصلين هما الأب والأم ومتى ما اهتز أحدهما أو اعتل اختل البناء برمته قد يقول قائل ماهي المقومات الأساسية التي تجعل هذا البناء متينا وصلدا ؟ الجواب يكمن في الحب والثقة المتبادلة، نعم هاتان المفردتان هما عماد الأسرة ومصدر ديمومتها وإن شئنا استقرارها، إذ إن هناك علاقة طردية بين الاستجابة وتلك المشاعر فكلما كان الأبناء يحبون آباءهم ويثقون بهم كلما كانت استجابتهم أكبر وأطول أمدا، لا أقصد بالاستجابة هنا تلقي التوجيهات وتلبية أوامر الوالدين وحسب بل رسوخها والعمل بها في حضور الوالدين وغيابهما، وهذا هو المطلب والهدف الأسمى الذي طالما نسعى لتحقيقه.. مغزى القول إن تداعيات تدخل الأم من جملتها بل أخطرها وأكثرها ضررا على الإطلاق هو عدم ثقة الأبناء في أبيهم كيلا نقول كرهه فمن البديهي والحالة هذه إنهم لن يتقبلوا منه شيئا بل وأكثر من ذلك فقد يفعلون وبإمعان نقيض ما يوجههم إليه وبجانب ما تقدم قد يكون من المفيد القول بأن التدخل ليس محصورا في ما ورد ذكره فقد يظهر بصور أخرى كأن يأمر الأب أحد أبنائه بفعل شيء ما وتتدخل الأم لتثني كلام الأب لأي سبب من الأسباب وقد يحصل العكس أي يتدخل الأب «ويكسر» كلام الأم على مرأى ومسمع الأبناء، في كل الأحوال سوف يفقد الأباء هيبتهم وما يستتبع ذلك من فقدانهم ثقة أبنائهم بهم فكونهم اختلفوا في أمر ما فهذا يعني تدني مصداقيتهم ولنقل اهتزازها لدى أبنائهم خصوصا إذا تكرر ذلك مع أحدهما أو كليهما، وهذا يفضي في نهاية المطاف وكنتيجة متوقعة وحتمية لعصيان الأبناء وخروجهم عن طوع أبويهم، وحتى لا نصل إلى هذا الوضع الذي من المؤكد لن يتمناه أي أبوين مهما بلغ الخلاف أشده بينهما، لذا عليهما إذا ما أرادا لا بنائهما تربية قويمة ألا يزايدا فيما بينهما في حبهما أو حرصهما على أبنائهما فالأب حين يقسو على أحد أبنائه فغايته تأديبه وتهذيب سلوكه سواء بالتأنيب واللوم أو بالضرب. وتدخل الأم يعني فيما يعني أنها أكثر من الأب حبا لأبنائها أو أفهم منه في تربيتهم، أو هذا ما يتصوره الأبناء على حد تفكيرهم واستجابتهم للموقف، ونفس الشيء يمكن أن يقال عن تدخل الأب. وختاما نصل للقول إنه إذا كان ثمة خطأ أو غلو من أحد الأبوين لناحية توجيه أو تأديب الأبناء فإنه يجدر بهما مناقشته وتصويبه فيما بينهما بعيدا عن الأبناء بغية تلافي الوقوع فيه لاحقا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة