يرعى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة معرض الفنانة الصينية المسلمة عايشة يون، بعنوان (لغة الزهور). وينطلق المعرض الذي تنظمه وكالة الوزارة للشؤون الثقافية الليلة في تمام الساعة الثامنة والنصف في المتحف الوطني في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي في الرياض. المعرض الذي ينظم بمناسبة مرور 20 عاما على إقامة العلاقات بين المملكة العربية والصين، يحتوي على أكثر من (40) عملا فنيا منفذة بخامات متعددة وأساليب فنية معاصرة تبرز جوانب الثقافة الصينية والتراث السعودي بأشكال وألوان مختلفة. كما ستقام ورشة عمل خلال حفل افتتاح المعرض. وتم توجيه الدعوة لعدد كبير من الفنانين التشكيليين والصحافيين والمسؤولين والمهتمين بالفنون التشكيلية، وكذلك تمت طباعة كتيب للمعرض يحتوي على نبذة عن الفنانة الصينية عايشة يون وصور الأعمال المعروضة في المعرض. من جهة أخرى، كشفت الأنشطة التي تقدم خلال الأنشطة الثقافية السعودية في الصين، التي تواصل نشاطاتها لليوم الرابع على التوالي في مركز نصب الألفية الشهير في بكين، عن وجود تقارب بين ثقافة الشعبين السعودي والصيني، تجسد ذلك في حالة الانسجام والتناغم الذي أظهره الصينيون مع الأنشطة المختلفة. ففي الوقت الذي كانت فنون (الليوه، المزمار، الينبعاوي) تصدح بأهازيجها وألوانها المختلفة داخل مبنى المركز الصيني، شارك الصينيون مؤدي هذه الفنون الحركات الجسمانية التي كان يقوم بها الراقصون مع كل لون، في تناغم فلكلوري تام بينهم، بينما وقفت النساء الصينيات، أمام الأزياء النسائية التقليدية، في نظرة تأمل للبس المرأة السعودية في الماضي والحاضر، لاسيما وأن العادات الصينية تهتم بجانب الزي التقليدي، وتعتز بلبسه في المناسبات والأعياد الخاصة بها. وفي الجناح الخاص بالنخلة السعودية والتمور، تجد الصفوف الصينية من مختلف الأعمار تنتظر نصيبها من تذوق التمر السعودي الفاخر، وشرب الشاي والقهوة التي تعبر عن الضيافة العربية الأصيلة، وهي نفس التقاليد المعروفة لدى المجتمع الصيني حيث يقدمون لضيوفهم الشاي، وأكلة (جياوتسي) الشهيرة، في حين بحث المسلمون الصينيون عن رشفة من ماء زمزم الطاهر، ليس لظمأ يروون بها عطشهم؛ بل لظمأ شوقهم إلى مكةالمكرمة، حيث هلت دمعة مسن حينما شرب منها، مرددا معها الله أكبر والحمد لله. وفي السياق ذاته، أوضحت إحدى الزائرات (وهي أستاذة اللغة العربية في أحد المعاهد المتخصصة بتعليم العربية في بكين) أن المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، بلدان عريقان يتكئان على موروث ثقافي كبير، يميزهما عن باقي الدول الأخرى، بحكم موقعهما الجغرافي والتاريخي، الذي كان ملاذا لإقامة العديد من الحضارات والثقافات التي بدأت منذ العصور الغابرة حتى وقتنا الحاضر. وقالت الأستاذة لي تشو، أثناء تجوالها في أجنحة الأنشطة السعودية، إن هذه التعاقبات الحضارية للبلدين صنعت للشعبين السعودي والصيني موروثات تراثية مختلفة، تعاقبت على حفظها الأجيال حتى وصلت إلى جيلنا الحالي، فأصبح لكل شعب بصمته الخاصة في التعبير عما يملك من ثروة فكرية وثقافية، في حين برز تقارب في بعض هذه الموروثات مثل: (الفن التشكيلي التقليدي، الرقصات الشعبية، النحت، والأزياء). حضر هذه الفعاليات، التي ترسم لنا كل يوم لوحات إنسانية ثقافية معبرة، المستشار المشرف على الإعلام الداخلي عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع، وعدد من المسؤولين في وكالة العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام، والمنظمون للأيام الثقافية السعودية في بكين.