أوردت صحيفة (هآرتس) العبرية في تقريرا لها قالت فيه إن نواب الكنيست بأفعالهم مثلما في أقوالهم، يقوضون القيم الأساس للديمقراطية، ويجرون المجتمع الإسرائيلي إلى نزاعات قطاعية وإلى الانعزالية عن العالم. واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها الرئيسة بعنوان (كنيست سيئة للإسرائيليين) أن ماراثون التصويت على ستين مشروع قانون، وضعت على طاولة الكنيست في المساء الأخير للدورة الصيفية، تعكس جيدا طبيعة الكنيست ال(18)، متزلفة، متحمسة، عديمة المسؤولية الرسمية ومفعمة بالعنصرية. وأشارت إلى أن 2.500 مشروع قانون رفعه أعضاء الكنيست الحالية، قلة منها سيصل إلى التصويت بالقراءة الثانية والثالثة، وكل غايتها، كما يبدو، إثارة عاصفة إعلامية وخلاف جماهيري ضار. وأضافت أن بعضها، مثل حظر بعض الممارسات على من هم تحت سن 16، تبدو كأحبولة إعلامية مخلولة وزائدة، وبعضها الآخر مثل مشروع قانون (لجان القبول في البلدات المجتمعية)، الذي أقر بالقراءة الأولى أول أمس تلقي بظلال قاتمة. وقدرت الصحيفة أن هذا المشروع هو مثال نموذجي عن التعاون المقلق بين نواب من أحزاب كاديما، الاتحاد الوطني، إسرائيل بيتنا والليكود، وأن هذا التعاون يبرز على نحو خاص على خلفية صمت المعارضة ويتخذ صورة التجند الوطني المزعوم فيما هو عمليا عرقي وعنصري، ويؤكد أن الاستخفاف الفظ بالقوانين الأساس وبحقوق الإنسان والمواطن يمر كخيط تماس فظ في كل مشاريع القوانين الأخيرة. ونوهت الصحيفة في هذا الصدد إلى قوانين الولاء التي اتخذت ضد العرب الفلسطينيين في إسرائيل، وهدفها سحب المواطنة ممن ليس مواليا للوطن، مشروع القانون بسحب المكانة الشرعية لحماس، قانون التهويد، وقانون النكبة، كل هذه وكثير مثلها تهزأ بمبادئ المساواة والحرية المعلن عنها في وثيقة الاستقلال لدولة إسرائيل. وشددت على أنه لم يسبق أبدا أن كانت كنيست، بذريعة الحفاظ على أمن الدولة، تقدمت بمشاريع قوانين عديدة بهذا القدر ترغب في التفضيل العلني لليهود على العرب في كل مجالات الحياة، كما أن سلوك أعضاء الكنيست مرفوض، وجدير بالتنديد على نحو خاص أولئك الذين هجموا بالسباب والشتم على النواب العرب وهددوهم بطردهم من الكنيست. وأضافت بأنه مخيب للأمل ومثير للحفيظة أكثر من أي آخرين هم ممثلو كاديما والعمل، الذين تحدثوا عاليا عن قيمهم، ولكن في لحظة الحقيقة تملصوا من التصويت وتركوا المتطرفين يوصمون بالعار سجل القوانين، وأن سحب الحقوق من حنين الزعبي كان ذروة هذه المسيرة المخجلة.