تشكل السيول خطرا داهما لا يتهدد المساكن التي تبنى في مجاريها بل تتجاوزه لتشكل مناطق أخرى قد ينحرف إليها السيل نتيجة لما قد يعترض مجراه من عقوم أو منشآت فيداهم قرى كانت بعيدة عن مجراه كما يداهم مسافرين كانوا يقودون سياراتهم على طرقات لم يكن من المتوقع أن يداهمها السيل. وإلى جانب هذه المخاطر التي يمكن لها أن تؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات يشكل انحدار السيول من مجاريها إلى البحر أو تلاشيها في الصحاري هدرا كبيرا لثروة وطنية لا يمكن تعويضها في زمن أصبح فيه الحفاظ على كل قطرة من الماء أمرا ضروريا لدعم الزراعة من ناحية وكذلك توفير مصادر للشرب في كثير من المواقع التي تشهد أزمات متواصلة في توفير الماء لها سواء عن طريق جلب المياه الجوفية أو تحلية مياه البحر. من هنا يصبح بناء السدود هو الحل الوحيد الذي يحقق أمرين في وقت واحد يتمثل الأول في درء مخاطر هذه السيول عن المدن والقرى ويتمثل الآخر في حفظ مياه الأمطار على نحو يمكن من استثمارها في دعم الثروة الزراعية أو توفير مصادر جديدة للماء تخفف من الاحتياج المتواصل والمتزايد على محطات تحلية مياه البحر لتوفير مياه الشرب النقية. وعلى الرغم من ارتفاع تكلفة بناء السدود إلا أن العائد من ورائها من شأنه أن يجعل الإنفاق عليها عملا استثماريا لا يلبث أن يشكل دعما للاقتصاد الوطني من ناحية كما يشكل تخفيفا أو منعا لمخاطر السيول التي يدفع تكلفتها المواطنون والدولة على حد سواء. من هنا يصبح من الضروري العمل الجاد على تنفيذ بناء السدود التي سبق الإعلان عن اعتمادها والتفكير جديا في إنشاء مزيد من السدود وبدون ذلك ستظل مدننا وقرانا مهددة بخطر السيل كلما جاء موسم الأمطار وتظل مياه الأمطار ثروة وطنية مهدرة لا يستفاد منها. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة