شاب عمره 25 سنة تعرف على فتاة عبر الشات وأخذ يهاتفها إلى أن تطورت العلاقة بينهما إلى حب ويقول انه لم يرها ولم تره لكنهما يحبان بعضهما البعض ويرغب الزواج بها لكن أهله عارضوا الأمر لأنها من قبيلة أخرى ومستوى اجتماعي مختلف عنهم وهو الآن حائر خاصة بعد أن علم أهل الفتاة أنها تحادثه وطالبته شقيقتها بعدم معاودة الاتصال، فهو خائف عليها فقد عبرت له بأنها ستنتحر إن لم يتزوجا وهو كذلك لا يمكن أن يتزوج غيرها، بماذا تنصحونه؟ بداية لسنا مع العصبية والقبلية وإرغام الشاب على الزواج ممن لا تعجبه وكذلك الفتيات، وبالمقابل ليس من المنطق أن يخسر الشاب أهله بسبب إصراره على الزواج من فتاة معينة فلابد أن يحترم الشباب آراء أهلهم ويحاولوا الوصول معهم إلى دائرة مشتركة من المعايير التي يتفق عليها الطرفان، وأحذر الشباب من الانبهار والنظر للمحبوب نظرة مثالية وكأنه كائن لم يخلق على وجه الأرض مثيلاً له، فلابد من تناول مواضيع الزواج بجدية أكبر فالزواج مشروع بناء منظمة هي الأرقى وصمام أمانها المودة والرحمة وهذا الحب الذي يتحدث عنه السائل حب وهمي ناتج عن فراغ في القلب والعقل سواء لديه أو لديها، فكيف تتعلق بامرأة ولا يسعك الزواج بغيرها وأنت لم ترها؟ فأين قول رسول الله "انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا"؟، ويتبين لي أن هناك مؤشرا خطيرا على ضعف وهشاشة شخصية هذه الفتاة فتفكيرها بالانتحار إذا لم تتزوج بها أمر مستغرب وكأنها تطلب منك قطيعة اهلك. أتمنى أن تجلس مع نفسك جلسه صفاء لوحدك وأن تفكر بهدوء في مواصفات الفتاة التي تريد الارتباط بها بقية حياتك وارتضائها أماً لأولادك. دون هذه الصفات وراجعها بعقلك قبل قلبك، وإذا رأيت أنها تنطبق على هذه الفتاة ووافق أهلك على خطبتها فلك أن تقدم على ذلك لكن إياك أن تقدم على الزواج بها دون علم ورضا والديك.