كيف هي أخبار سائحينا في الخارج؟ لقد قدر لي أن أسافر هذه الأيام إلى كثير من الدول والمدن التي سافر إليها السائح السعودي وتحديدا إلى أوروبا. واسمحوا لي أن أوافيكم بالتقرير التالي عما يفعله سائحنا في صيف هذا العام في ثلاثة معالم أوروبية: في باريس: النساء، يبدأن جولة تسوق مع منتصف النهار على امتداد شارع الشانزليزيه ومنه إلى الشارع المجاور ثم كل شارع مجاور آخر حتى المساء. على العشاء تتجمع الصديقات في أحد المطاعم العربية في نفس شارع الشانزليزيه أو قريبا منه. للرجال، يبدأ يومهم بعد أن يستيقظوا منتصف النهار، يتغدون في أحد المطاعم العربية في الشانزليزيه، ما غيرو، ثم قيلولة حتى المساء، يتوزعون فيه على فنادق المنطقة الفاخرة المليئة بأبناء الوطن قبل أن يستقر الوطن على جادة الشانزليزيه ويتسابق من فيه على مقاعد الإطلالة الشاملة والكاشفة لكل شيء. يجلسون هناك يراقبون كل «شاردة» و«واردة» حتى منتصف الليل قبل أن يتفرقوا إلى أماكن أخرى في الشارع ذاته حتى الصباح. في لندن: السيدات، يبدأ يومهن منتصف النهار بجولة تسوق في شارع أكسفورد حتى قبل المساء بقليل، ثم يتوجهن بكامل حمولتهن إلى الهايد بارك مع الخادمات والأطفال والكبسة وعشر دلال قهوة. مع غروب الشمس المتأخر حتى العاشرة، تتجمع الصديقات في أحد المطاعم العربية في أجوار روود أو نايتس بريدج إلى ما قبل منتصف الليل أو معه. الرجال، يبدأ يومهم مع الظهيرة بجولة خفيفة ثم وجبة غداء دسمة في مطعم عربي في اجوار روود، ما غيرو، ثم يأخذون قيلولة حتى المساء. يبدأون بعدها جولة في المكتبات العربية في الشارع ذاته بحثا عن كتب منعها الرقيب، ثم يتجمعون في المقاهي العربية ذاتها في الشارع ذاته أو في نايتس بريدج الأبعد قليلا والمحيط بمركز هارودز. يتسمرون هناك يراقبون كل «شاردة» و«واردة» حتى منتصف الليل قبل الانتقال إلى ليل آخر. في إسبانيا، وتحديدا إقليم الأندلس، لا يوجد سعودي واحد. ملاحظتان اختم بهما تقريري السريع: أولا، سائحو لندن هم ذاتهم الذين زاروها في السنوات الماضية وزاروا نفس أماكن السنوات الماضية وأعادوا اكتشاف ذات ما اكتشفوه السنوات الماضية، وكأن لا جديد يستحق الاكتشاف في عاصمة عالمية مثل لندن أو باريس، أما إسبانيا وتحديدا إقليم الأندلس فلا يوجد سائح سعودي واحد! ثانيا، إن كان الروتين اليومي يبعد الزوج عن زوجته، فحري بالإجازة أن تقربهما من بعضهما فيستمع كل إلى ما يريد الآخر قوله وإلى شكواه، قاضيا بذلك على ألم صمت امتد عاما كاملا. لكن ما يحدث هو عكس ذلك كما لو هو الصيف مقدر له أن يكون مناسبة ابتعاد لا تقارب، ومحطة فرقة لا تواصل بين الزوجين، هو في عالمه وهي في عالمها، وإن أسعفهما الحظ فقد يجتمعان في رحلة العودة على الطائرة.. ربما.. من يعلم؟! [email protected] للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 258 مسافة ثم الرسالة