منذ سنوات جاءت توجيهات المقام السامي مؤكدة على التوسع في البنيات الأساسية لشبكات التعاملات الإلكترونية، وذلك للتزامن مع التطور المعلوماتي الذي يتبناه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على مستوى المملكة، في كل مجالات البحث، والعمل الذكي، وفعلا قامت اليوم بنية أسياسية أكثر من كافية لربط إدارات، ومؤسسات الحكومة، كما أنها تستطيع استيعاب مؤسسات القطاع الخاص، وهذه البنية تتلازم فيها عدة نظم متطورة للنقل والتوزيع المعلوماتي، كما صنعت برمجيات معلوماتية لكل ما يتعلق بالشبكة، وانضوت جهات متقدمة من العمل الحكومي في هذه المنظومة الكبيرة، ولكن المشكلة أن بعض الدوائر الحكومية التقليدية لا تتحرك بشكل سريع في تبني التقنيات الحديثة، وذلك بسبب العامل البشري الذي قد يحتاج إقناعا وتدريبا، والحقيقة أن كثيرا من الموظفين التقليديين لا زالوا غير مقتنعين بجدوى هذه النظم التي تخلص المكاتب من أطنان الورق، وتزيد كفاءة العمل، والإنتاجية، ويسهل متابعة الأداء، ويسد ثقوب ومسارب الفساد، ويقلل تكرار العمل، وتعدد نسخ الوثائق ويوحدها، بل يقضي على التكاسل، والتهاون والإبطاء في تسيير المعاملات، وهي أمور تابعها ديوان المراقبة العامة، ورفع عنها تقارير إلى الجهات العليا، وحسب أخبار صحفية سيكون شهر سبتمبر القادم من هذا العام موعدا لمؤتمر كبير يهدف إلى التوعية للموظفين، وللمواطنين بالتعاملات الإلكترونية، ومن تصريح للدكتور عبد الرحمن الجعفري محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أن خدمة «سعودي» للتعاملات تقدم اليوم (700) خدمة تعم (92) جهة حكومية، وأن هناك سعيا لربط(100) جهة حكومية في قناة «تكامل» التي ستكون جاهزة قريبا. كما يجري في الوقت نفسه تدريب (30) ألف موظف، ولكن المشكلة هي بعض الدوائر الحكومية التي تتباطأ في تطبيق نظام التعاملات الإلكترونية، لهذا رصد نظام التعاملات الإلكترونية في مرحلته الأولى ما يزيد على (3) مليارات ريال، تصرف في أبواب تحسين «الفورمات»، وطرق الربط، بحيث تكون معلومات النظام متاحة في كل طرفيات الدوائر، ومتاحة لتقديم الخدمات المتكاملة عبر طرفية واحدة عند اللزوم. كما يستلزم النظام توظيف عدد من القدرات الجديدة بجانب برامج التدريب المتعددة، ولكن كل هذا يتعثر إذا قرر المديرون التقليديون في المستوى الأقل إبطاء تطبيق العمل بالنظام مصرين على كفاءة العمل الورقي الذي تعودوا عليه، وقد يستلزم الأمر جهودا مضنية في إقناعهم، وتدريب من يرغب منهم للحاق بركب التطور، والمشكلة المنتظرة أن البعض قد لا يرغب في العمل في ظل النظام المعلوماتي لأنه يسحب السيطرة من يده، وهذا له حلول ليس هذا مكان ذكرها. اليوم المملكة تأخذ ترتيب رقم خمسين في مستويات تبني التعاملات الإلكترونية، وطموح المسؤولين في الحكومة أن تصل إلى ترتيب العشر الأول لأن المملكة المتسعة ليست بذات كثافة سكانية، ولا تعقيد إداري يعوق هذا الطموح. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة