بين ألم الزمان وحسرته، ورحلة البحث عن بصيص أمل لتصحيح أوضاعها وعودتها وأبنائها إلى موطنهم الأصلي، تقبع أمل ع. (35 عاما) في حالة بؤس مركب، إذ تعيل خمسة أبناء، في حين تنتظر قدوم وليدها السادس ليشاركهم المعاناة. حالة البؤس التي تعيشها أمل وأبناؤها تفاقمت مع إجبار مالك المسكن لها بتركه، نظير تأخرهم عن سداد إيجاره، إذ يقبع زوجها ذو السوابق الخمس خلف قضبان السجن، إبان تورطه في قضيته السادسة قبل زهاء شهر، والمتمثلة في تزويره رخصة قيادة وتهريبه مجهولي هوية. وأوضحت ل «عكاظ» الأم المكلومة، وقد غلبت على صوتها بحة من الأسى، أنها لم تعد تعلم أين وجهتها المقبلة، عقب طرد المدرسة ثلاثة من أبنائها من فصولهم الدراسية، بسبب طلب الإدارة منهم رخصة إقامة بتواريخ مجددة، دون النظر إلى قلة حيلتها تجاه مطلبها، رغم محاولاتها المتكررة لإقناعهم بتأجيل طلبهم لحين خروج والدهم من السجن. وتقول أمل: «لم أجد منذ يومين ما أطعم به أبنائي نظرا لعدم وجود أي مبلغ مالي بحوزتي، ولا أعرف حتى هذه اللحظة كيف سأطعم أبنائي الذين ينامون على حجري طيلة اليومين الماضيين، ظنا منهم أننا في رحلة صيفية، عقب إخباري لهم بذلك عند خروجنا من المنزل». وبينما كانت الأم وأطفالها يهيمون في الشوارع تكفل مواطن بدفع إيجار مسكنهم مؤقتا وتأمين بعض حاجياتهم الضرورية إلى أن تأتي جهة تتولى أمرهم وتعمل على تدبير أمور حياتهم. وخلصت الأم إلى أن البراءة دفعت أطفالها إلى تناسي طلب الطعام من والدتهم، إذ سيطر عليهم اللهو وتسلق الأشجار، دون أن تدرك براءتهم أن بداية تشرد تنتظرهم، خصوصا وأن أكبرهم سنا لم يتجاوز التاسعة من عمره. إزاء ذلك، أكد مصدر مسؤول في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، أنهم في طور النظر في وضع الأم وأطفالها، ودراسة الحالة، ومحاولة تقديم المساعدة للأسرة، مبديا تخوفه من عدم قبول الجمعيات الخيرية للحالة بسبب بعض الأنظمة التي لا تسمح بالعون إلا للأسر السعودية. وذكر المصدر أن الجمعية ستنسق مع لجنة رعاية السجناء، بغية النظر في إمكانية مساعدة ولي أمر الأسرة، مشيرا إلى أن الجمعية ستبحث إمكانية الإفراج عنه، توطئة لمنع تشرد أسرته.