استجاروا من الرمضاء بالنار.. حين فصلتهم الشركة التي يعملون فيها استنجدوا بمكتب العمل، قالوا في شكواهم لمكتب العمل إنه لا ذنب لهم إذا كانت الشركة التي يحملون عقودا مفتوحة للعمل بها فشلت في إدارة أحد فنادق مكةالمكرمة الذي كانوا يعملون فيه فتم إغلاقه لعدم توفر وسائل السلامة، وقالوا لمكتب العمل كذلك إن الشركة لا تزال قائمة وتمارس أعمالها في مناطق عدة من مناطق المملكة، وكان الأولى بالشركة التي يحملون عقودا مفتوحة للعمل فيها أن توجههم للعمل في أي جهة لا يزال نشاطها فيها مستمرا، وذكروا مكتب العمل أن الحالة الوحيدة التي يمكن لأي شركة أن تفصل موظفيها لا تكون إلا إذا صفت الشركة أعمالها وأغلقت أبوابها وتساوى في الجلوس على رصيف البطالة مديرها العام ومراسلها وحارس مستودعاتها، استمع مكتب العمل إلى شكواهم ثم هز المسؤولون فيه رؤوسهم وقلبوا أوراقهم ثم قالوا لهم إن عليهم أن يستسلموا لقدرهم ويقبلوا بقرار فصلهم ويرضوا بما قسمه الله لهم من راتب شهرين أو ثلاثة تؤجل جوع أطفالهم بعض الوقت، فأدركوا أنهم استجاروا من رمضاء شركتهم بنار مكتب العمل ولجنته الابتدائية. لم ييأسوا، حملوا أوراقهم إلى اللجنة العليا لفصل المنازعات العمالية، قالوا لها ما قالوه للجنة الابتدائية من قبل، شرحوا لها حالهم وسوء مآلهم، فوعدهم القائمون على اللجنة العليا خيرا ومنحوهم موعدا بعد شهرين يتبين بعدهما الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وتتمكن فيه اللجنة العليا من إصدار قرارها، عادوا إلى بيوتهم يحملون وعدا وموعدا يسلون به أنفسهم ويعزون به أبناءهم، وجلسوا يعدون أوراق التقويم ورقة ورقة حتى حان الموعد، خرجوا في قيظ الظهيرة، وقفوا على باب مكتب العمل، انفرج الباب لهم عن خيبة أمل جديدة، لم تتوصل اللجنة العليا لقرار، وما عليهم إلا أن يعودوا إلى بيوتهم وينتظروا أسبوعين أو شهرين أو سنتين فلعل الله يفتح على اللجنة بقرار عادل، فعرفوا عندئذ أنهم استجاروا من رمضاء الشركة بنار اللجنة العليا لتحكيم المنازعات. تلك هي حال 70 مواطنا لم يواجهوا فصلا تعسفيا من الشركة التي يعملون فيها بل واجهوا مماطلة تعسفية في النظر إلى قضيتهم كذلك. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة