حمل الدفاع المدني في المنطقة الشرقية أمانة المنطقة مسؤولية اندلاع حريق مردم النفايات في حي الواحة أمس؛ لعدم وجود تراخيص للردم في المخططات السكنية والغير مجهزة لأعمال التخلص من النفايات. وأوضح ل «عكاظ» مدير إدارة الدفاع المدني في الدمام العقيد سعيد الغامدي أن الحريق اندلع لعشوائية الموقع والمخصص للسكن، خلافا لعدم تجهيزه لعملية التخلص من النفايات بعد تجميعها من جانب آليات الأمانة. وقال الغامدي: «إن الدفاع المدني تلقى ظهر أمس بلاغا عن نشوب حريق في مرمى النفايات، ما استدعى تحرك رجال الدفاع المدني لإخماد الحريق في ورش مهنية وسكن عمالة مخالفة تم إنشاؤها على طريقة البيوت الجاهزة». وأكد مدير الدفاع المدني أن الفرق المشاركة في عملية إخماد الحريق بذلت جهودا كبيرة لتطويق موقع الحريق لمنع انتشار اللهب، إذ تمكن رجال الدفاع المدني من حصره في الموقع ذاته والسيطرة عليه. من جهته، لفت الناطق الإعلامي للدفاع المدني في المنطقة الشرقية المقدم منصور الدوسري أن الحريق اندلع في مكان يحوي مواد من المخلفات البلاستيكية، إطارات السيارات، أخشاب، وسيارات تالفة. وأشار الدوسري أن الحريق اتسعت دائرته لتشمل مساحتها نحو ألف متر مربع، إذ أن الفرق المشاركة عددها ثمانية فرق إطفاء، من ضمنها ثلاث وحدات إطفاء من الدمام، القطيف، والخبر، في حين لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة أسباب الحريق. وأوضح ل «عكاظ» منصور العامري أحد موظفي الهلال الأحمر السعودي أنه جرى إسعاف اثنين من رجال الدفاع المدني بعد تعرضهما لاختناق أثناء أدائهما مهمات عملهما في إخماد الحريق. وفي سياق متصل، دعا عابرو طريق بقيق الدمام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية بالتدخل للحد من استنشاقهم للمواد السامة لانتشار مرادم النفايات وعمليات حرق الخردوات في تلك الطرق التي تسبب في تكوين أدخنة سوداء، أصابت البعض بأمراض حساسية وصدرية مزمنة. وتحدث ل «عكاظ» مواطنون عن تفاقم مشكلة النفايات، وغياب الاستراتيجية لمعالجة هذه المخلفات البيئية المهددة لصحة المواطنين وعابري الطريق، خلافا لانتشار الروائح الكريهة المزعجة في تلك المواقع. وقالوا: «إن مواد الديوكسين من أشهر المواد المرتبطة بمحارق النفايات كونها تتسبب بالإصابة بالأمراض السرطانية، إتلاف جهازي المناعة والتناسل، والإخلال بالنمو». وأشاروا أن الأطباء حذروهم من تلوث الزئبق والمعادن الثقيلة كالرصاص، الكادميوم، الزرنيخ، والكروم التي تضر بالوظائف الحركية والحسية المتعلقة بالإدراك، مطالبين أمانة الدمام بسرعة إيجاد بدائل لهذه المحارق وإبعادها عن الأحياء والمناطق السكنية للمحافظة على الصحة العامة، مع معالجة هذه النفايات بطرق علمية لعدم الإضرار بالبيئة، وإعادة تدويرها بشكل مهني على عكس المعمول به حاليا من الحرق التقليدي المشوه للمنظر العام على الطرق السريعة.