والسؤال في الأعلى هو أول ما سيتبادر إلى الذهن حين تعيش قصة الشاب الذي يشيخ وينتهي به طموحه قبل أن يبدأه أصلا. يهرم ذاك وأمثاله، معنوياً، في عنفوان الشباب ويصير وجودهم في المجتمع مجرد (تكميلة عدد). يختار ذاك وشبيهه طريقه للهرم والموت مجبرا أو مختارا بين طريقين: الأول يبدأ سريعاً عند آخر يوم في دراسته وأول يوم في مهمة البحث عن وظيفة العمر، وفي الواقع فإن مغادرة مقعد الدراسة هو عند الكثيرين أول الطريق إلى قبور الإحباط والفشل والموت على كراسي العجز والبطالة. فتشوا حولكم عن أولئك الذين ماتوا وهم أحياء، فتشوا عن أولئك الذين خذلتهم شهاداتهم الفارغة من الروح وتوقفت بهم في بداية الطريق وحتى قبل أن يحققوا أحلامهم التي كانوا يغازلونها في بداية حياتهم. يتجول آلاف من شباب وفتيات مجتمعكم في الشوارع أول الليل وآخره، ويسحبون أنفسهم سحباً إلى منازلهم عند مطلع الفجر للهروب من تأنيب الضمير الذي سيتحرك فيهم لو انتظروا حتى ساعات الصباح الأولى ليشاهدوا جحافل العمال والموظفين وهم يبدأون يومهم. هكذا يموت من ظلمهم التعليم وخانهم التخطيط ثم ورطهم بالجلوس في الشارع وغرفة النوم. هكذا يموت من يقدم ريالا ويؤخر ريالا أمام رغباته بالحياة المعقولة، فلا يعيش مثل أولئك المستظلين بوظائفهم. هكذا تموت الفتاة على شهادتها الجافة الخالية من كل مقومات الوظيفة وكأن هنالك من يرسم لها الطريق لتعود إلى بيتها عاطلة فارغة، وهنا أتساءل: على ماذا ينوي ويخطط من يؤسس لها تلك التخصصات ويدفعها إليها دفعاً لتعود بها في النهاية إلى منزلها كما بدأت؟ ابحثوا في جواركم واحسبوا كم فتاة تجهل المكان الذي خبأت فيه شهادة تعليمها منذ سنين، وكم فتاة اتخذت قرارها بأن تتوقف عن مواصلة التعليم اتقاء للغبن الذي ينتظرها لو أنها استمرت وكافحت ثم عادت إلى نقطة البداية.. عاطلة. في الطريق الثاني إلى الهرم المبكر: ينجرف آلاف من الجنسين في المجتمع إلى عوالم خاوية مخيفة ممتلئة بالفكر المسطح وبالجنس المدور والتخطيط المعطل. في مجتمعكم تتسلل ثقافة الإحباط بالتكاتف مع ثقافة المتعة المطلقة والاستمتاع المطلق إلى كل بيت وكل شاب وفتاة، وحينما تستشري هذه الثقافة في بيت ما، فاحسب أهله في عداد الأموات، وضع يدك على قلبك أو ترحم عليهم. أخيرا: هل تعرفون أنها شيخوخة الإحباط؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة