كشفت الأمطار، التي هطلت على أنحاء متفرقة في أحياء ومراكز محافظة الطائف البارحة الأولى وخلفت وفاة واحدة وعددا من الإصابات، رداءة تنفيذ بعض مشاريع السيول في المحافظة التي تشهد هذه الأيام إقبالا سياحيا كبيرا، وخلفت الأمطار والسيول أضرارا بالغة على ممتلكات المواطنين والمقيمين من منازل ومركبات، فيما استيقظ سكان وزوار عروس المصائف أمس على الشوارع وقد طمرت بالكامل ورأوا بأعينهم سيارات عالقة وقد غمرتها المياه في الطرق الرئيسة. من جهته، أكد محافظ الطائف فهد بن عبد العزيز بن معمر أن الأجهزة المختصة استنفرت أعمالها الميدانية للحد من الأضرار التي خلفتها السيول والأمطار، مبينا أن الأمطار التي ضربت الطائف البارحة الأولى استمرت أكثر من ثلاث ساعات متواصلة، واحتجزت عددا من المركبات والمارة، فيما انهار أحد المنازل الشعبية مخلفا وفاة مقيم وإصابات. وذكر محافظ الطائف، أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة على اطلاع بكل التطورات، ووجه بتفعيل دور لجنة أخطار السيول بشكل فوري للوقوف على مواقع تجمع المياه والأضرار التي خلفتها الأمطار، وإعداد تقارير دقيقة تحدد مواقع الخطر والحلول المقترحة، وشدد محافظ الطائف أن الجهات الحكومية باشرت أعمالها في تصريف المياه وإنقاذ المحتجزين، وإعادة الحركة الطبيعية للمرور في الشوارع والميادين التي غمرتها مياه الأمطار، مؤكدا أن «وضع السياح آمن والأمور تحت السيطرة». وعن حركة السياح في المنتزهات أكد محافظ الطائف أنه تم إغلاق منتزه سيسد شرقي المحافظة، إثر تجمع كميات كبيرة من المياه إلى جانب إخلاء المتنزهين في بعض المواقع التي تشكل خطرا على المصطافين، وبين أن كميات كبيرة من المياه تجمعت في مشروع جامعة الطائف شرقي المحافظة، إلى جانب بعض الأودية والشعاب، وحول مأمونية السدود في المحافظة ذكر المحافظ أن الأمطار تسببت في ارتفاع منسوب المياه في سد معاوية بن أبي سفيان ووصلت إلى أربعة أمتار مما استوجب إخلاء بعض المتنزهين، وشدد على أن المحافظة في حاجة إلى تنفيذ مشاريع لتصريف مياه الأمطار بشكل أكبر لتستوعب كميات المياه الغزيرة. ميدانيا، انتقد مواطنون تحدثوا ل «عكاظ» أمس، الأداء البطيء لأمانة الطائف في معالجة ما خلفته الأمطار، وأكد جار الله المالكي، عادل الزهراني، خالد الطلحي، وعبد الله الغامدي أن الأمطار وارتفاع منسوب المياه برهنت على عدم وجود شبكات لتصريف المياه بشكل علمي ووفق تخطيط هندسي، خاصة في أحياء أم العراد، القيم، المثناة، قديرة، السحيلي، شارع الغزالي والمنتزه، والمنطقة الصناعية. ويأمل سكان عدد من أحياء الطائف أن تباشر الأمانة في تنفيذ حلول عملية ذات رؤية علمية لمعالجة المشاكل في مدينة تعد قبلة للسياح كل عام، قطوعات الكهرباء التي صاحبت هطول الأمطار استمرت حتى ظهر أمس، في أحياء عودة وأم العراد والشعب الأحمر، حيث انقطع التيار الكهربائي لأكثر من عشر ساعات متواصلة، وطالب السكان من المواطنين والمقيمين شركة الكهرباء بإيجاد حل لمعاناتهم مع الخطوط الهوائية التي تتسبب في تكرار الانقطاع عند هطول الأمطار. عبد العزيز لسلوم حبونا, فهد الرياعي أبها, افتخار باحفين، أحمد النمازي جازان - تصوير: المحرر اقتلعت الرياح العاتية أسطح منازل شعبية في حبونا البارحة الأولى، قبل هطول أمطار استمرت نصف ساعة وخلفت خسائر في بعض الطرق والمزارع المتاخمة. الكهرباء هي الأخرى لم تسلم من الضرر، إذ انقطع التيار فجأة عن بعض أحياء وقرى المحافظة، كما لم تصمد أعمدة الكهرباء أيضا في وجه الرياح والسيول التي تدفقت بكثافة في الأودية وبعض الشوارع المنخفضة. الجهات الأمنية والخدمية أعلنت حالة الاستنفار، وانتشرت فرق السلامة في الدفاع المدني على جوانب الأودية وعلى الطرق الرئيسة للحيلولة دون وقوع خسائر في الأرواح وانتشال العالقين، فيما اضطر عدد من سكان الأحياء إلى مغادرة منازلهم وتحديدا تلك المغطاة أسقفها بالهناجر ولجأوا إلى الشقق المفروشة خوفا من تداعيات الأمطار والرياح الشديدة. سكان قرى كتنه، السبت، صخي اضطروا إلى ملازمة منازلهم لليوم الثاني على التوالي بسبب جريان وادي حبونا بسيول غزيرة، ويفتقد الوادي الذي يرتبط بالطرق السريعة المهمة في المحافظة إلى جسور وعبارات تمكن السكان من الوصول للطرق دون الحاجة إلى عبور الوادي الذي يعرض قائدي المركبات إلى الخطر عند جريان السيول. وانتقد السكان الذين لم يغادر الكثير منهم منازلهم منذ يومين إصرار وزارة النقل على توفير المزلقانات فقط بدلا من الجسور والعبارات، واضطر كثير منهم إلى سلوك طريق جبلي وعر وصعب من أجل الوصول إلى منطقة نجران للعلاج أوالتزود ببعض المؤن لاحتياجاتهم اليومية.سكان قرية السبت اضطروا بسبب جريان وادي حبونا إلى عبور طريق جبلي نتيجة جرف السيل للعبارة التي أنشأتها وزارة النقل، ويعزو السكان الأسباب التي أدت إلى جرف العبارة بسبب رداءة التنفيذ للمشروع. وفي عسير، أنقذت فرق الدفاع المدني عشرة أشخاص علقوا في أحد الجبال في مركز طبب التابع لمدينة أبها، إثر هطول الأمطار الغزيرة على المنطقة خلال الأيام الماضية. وكان المحتجزون قبل إنقاذهم يقومون برحلة تنزه في جبال قرية الغال، وتم إنقاذهم بواسطة آليات الدفاع المدني إلى سيارتهم إثر تعذر وصولهم إليها، كما أخلت فرق الدفاع المدني منزل إحدى الأسر في خميس مشيط بعد أن دخلته مياه السيول، وتمت معاينة الموقع وإبلاغ مندوب الأمانة لاتخاذ الإجراء اللازم. وشهدت منطقة عسير أمطارا متفرقة ما بين متوسطة وغزيرة، شملت كل من خميس مشيط، أبها، أحد رفيدة، سراة عبيدة، محايل عسير، رجال ألمع، بللحمر ، بللسمر، تنومة، النماص، بللقرن، المجاردة، تثليث، الصبيخة، وعدد من القرى والمراكز التابعة لها سالت على إثرها كل من وادي الغال، وادي كرمان، وادي عتود، وادي المخاضة، وادي حلي، وادي ريم، وادي رجال، وادي الميل، وادي عر، وادي راده، وادي ذالجوا، وادي شوقب، ووادي رقعاء. من جهته، ذكر الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في عسير المقدم محمد العاصمي، أن المنطقة تشهد هذه الأيام أمطارا غزيرة وإدارة الدفاع المدني على أهبة الاستعداد لمواجهة أخطار الأمطار والسيول في حال حدوثها. كما، شهدت منطقة جازان هطول أمطار غزيرة تواصلت في بعض المحافظات لأكثر من ثلاث ساعات، وتسببت في غرق مركبات وتلف شوارع، إضافة إلى جرف مزارع ومواش. وانتشرت فرق الدفاع المدني على تخوم أودية قصي، وادي تعشر، الجوراء، هراين، الشقيري، جيزان، خلب، دهوان، ذهبان، بيض، وعرمرم، حيث تمكنت من انتشال بعض المحتجزين والحد من وقوع خسائر في الأرواح. وفي محافظة الريث تم العثور على جثتي الغريقين المفقودين في أحد الأودية التي تصب في وادي بيش وذلك في بحيرة سد بيش، حيث تم انتشال الجثتين من قبل غواصي الدفاع المدني، وتم نقلهما عن طريق إسعاف الدفاع المدني لمستشفى بيش العام، وإيداعهما ثلاجة الموتى لحين استكمال باقي إجراءتهما.