أجمع المؤرخون على أن موحد الجزيرة الملك عبد العزيز آل سعود – طيب الله ثراه – هو من أعظم الشخصيات في العصر الحديث، بما قام به من بطولات خارقة وسياسة بارعة في إقامة دولة الأمن والأمان. وفي كتاب صدر مؤخرا بعنوان: 15 مبدأ للقيادة عند الملك عبد العزيز، وهو من تأليف الدكتور يوسف بن عثمان الحزيم شرح مفصل لهذه المبادىء التي يقول عنها في مقدمة الكتاب: بعد قراءتي للتاريخ الإسلامي والقومي والغربي متنقلا في أمهات الكتب بين أفلاطون، وأرسطو وابن الأثير، وابن كثير، والفارابي، وابن خلدون وابن طبطابا، وابن الأزرق، وتوما الأكويني، ومارتن لوثر، ومونتسكو، وروسو، وكارل ماركس، وابن بشر، وابن غنام، وكنز، ثم محمد عبده، ورشيد رضا، وأرسلان، ثم فيلبي، وحافظ وهبه وأمين التميمي. وجدت أن أحد الحلول المهمة هي: قراءة شخصية الملك عبد العزيز آل سعود، واستخلاص منهج البناء والإصلاح والتغيير، ثم الاستئناف والبناء عليه، في كل مرة نطرح الأسئلة بقوة، ولماذا ؟. * لأن مبادىء وقواعد اللعبة الدولية والحضارية، لم يحدث عليها تغيير كبير جدا بعد الثورة الصناعية والحرب العالمية الأولى. * لأنه نموذج ناجح، ومميز، ومتفوق على واقعه المحلي والإقليمي. * يمكن للقادة والمؤثرين من محاكاته، ولمسه، وفهمه، فهو قريب زمنا ومكانا. * لأنه حقق إجماعا والتفافا وطنيا ودوليا، وكل راض عنه من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ومن أعلى إلى أسفل. إن المبادىء الخمسة عشر للقيادة عند الملك عبد العزيز هي قراءة من إحدى القراءات التي تدفعنا لأن نطور من تلك المدرسة التحليلية. فشبابنا محاورون ومناقشون، ولن يتقبلوا إلا الخطاب العقلاني المتقدم المحتكم لثوابت الكتاب والسنة، وعلينا تسويق تاريخنا المعاصر ونهضتنا الحديثة بعيدا عن المزايدات، والعرض الفج والسمج، ونحن لسنا بحاجة إلى ذلك، فلم نكن مجتمعا جائعا يعشق القتل والغزو، بل مجتمعا صاحب رسالة هي: السلفية، وروح القيادة، نحاكي بطولات التاريخ العربي والإسلامي، ونحن بقية ذلك الجيل العزيز. جميعنا – بدون استثناء – ساهم في البناء، تحت راية التوحيد وتوحيد الراية، بقيادة الملك الفذ ابن سعود.. نعم.. لدينا خصوصية لا نرغب من أحد أن يستخدمها لتعطيل البناء والتحديث، كما لا نريد من أحد أن يوظفها لاقتلاع المجتمع من جذوره، ونصبح معلقين في الهواء، تلك هي معادلة المستقبل الكامنة في روح عبد العزيز ابن سعود. يقول السيد «فيليب ليبنز Philip Lbenz»: المكان يتطور بسرعة وهذا أمر حتمي، وقد أدى هذا التغيير إلى التخلي عن عدد من التقاليد، وما دامت الحاجة إلى الأشياء الجديدة مفروضة، فإن التقدم المادي سيمثل في الغالب نوعا من التحسن، وعلى العكس من هذا عندما ترتبك المعتقدات والتقاليد والعادات فمن الصعب أن يكون المرء متفائلا. لا تقل: إن ديننا يعادل دينهم فالمسلم لا يمكن أن يصبح مسيحيا، إنه لا يعرف إلا خيارين: الله أو لا شيء.. أما تقاليدهم وعاداتهم فهي عريقة وصافية وموروثة أبا عن جد، وغالبا ما كانت تتكيف مع نمط العيش، بماذا يمكننا تعويضها ؟ العربي يقبل يد أبيه، وعندنا لمسة أخوية على الظهر، وهم يستمتعون بالقهوة، ونحن عندنا الكحول، وهم يتعطرون بالبخور ونحن عندنا الدخان، وهم عندهم خمس صلوات في اليوم ونحن عندنا أقل.. ولذلك فقد أصبح الأرقاء الذين ما زالوا هناك إلى اليوم في واحات الصحراء يعدون جزءا من العائلة ويتقاسمون معها نمط العيش، وهم يشعرون بغربة أقل وأقل إساءة اليهم، مقارنة مع سكان المدن الصناعية في الصحارى الأخرى التي تعج بالناس)). رحم الله الملك المؤسس وتحية للدكتور يوسف الحزيم لما قدم للمكتبة العربية وشكرا على إهدائه الكريم. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة