أصدر الدكتور يوسف الحزيم عدداً من الكتب، تنقل فيها بين عالم الإدارة والاقتصاد والترجمة الذاتية للأعلام والكتب الدينية، ففي الإدارة ألف كتاباً عن الملك عبدالعزيز باسم «15 مبدأ للقيادة عند الملك عبدالعزيز». والمجال نفسه ألف كتاب «أركان القيادة»، وأنجز آخر دينياً واحداً باسم «شرح الوسائل المفيدة للحياة السعيدة»، وكتابين عن العمل الخيري، الأول باسم «امرأة استثنائية زوجة ملك» عن الأميرة العنود بنت مساعد، وكتاب آخر باسم «عاشت بعد أن ماتت» يتحدث فيه المؤلف عن التجربة السعودية في الاقتصاد الاجتماعي ممثلة بالمؤسسة ذاتها التي يترأسها. في كتابه الأول عن الملك عبدالعزيز لخص المؤلف المبادئ القيادية في الملك المؤسس، وأطّرها في إطار واحد. وهذا الكتاب، كما يقول مؤلفه، «جاء إجابة لأسئلة يطرحها الجيل الحديث، بعد أن استعصى عليهم فهم هذه النقلة بين الفاقة التي عاشها الأجداد والرفاهية التي تنقلوا هم في ركابها، فأضحوا لا يعرفون كيف تم هذا التحول السريع؟ وهم يجلدون الجميع ليل نهار بهذا التساؤل». ورأى الحزيم بعد قراءته لكتب كثيرة، تنقل فيها بين التاريخ الإسلامي والقومي والغربي بين أرسطو ومن خلفه من الفلاسفة، وابن الأثير ومن تبعه من مؤرخي الإسلام، وصولاً إلى مجددي هذا العصر كمحمد عبده ومحمد رشيد رضا وغيرهم، توصل إلى أن الإجابة لهذه التساؤلات يكون في قراءة شخصية الملك عبدالعزيز ابن سعود، واستخلاص منهج البناء والإصلاح والتغيير، ثم الاستئناف والبناء عليه. المبادئ الخمسة عشرة للقيادة عندالملك عبدالعزيز هي «قراءة من إحدى القراءات التي تدفعنا لأن نطور من تلك المدرسة التحليلية»، كما يراها المؤلف الذي يرى أن الشباب السعودي «محاور ومناقش ولكنه في الوقت نفسه عطِشٌ إلى الخطاب العقلاني المحتكم إلى الكتاب والسنة كثوابت لشباب سعودي يحمل خصوصية مكانية سعودية خُصوا بها من بين سائر المسلمين». بدأ المؤلف الكتاب بتعريف القيادة لغة واصطلاحا لمجموعة من المهتمين، ولكن من أجمل التعريفات، التي يسوقها، تعريف المدرب السعودي فيصل باشراحيل للقيادة «عملية تحريك الناس نحو الهدف»، ولكن المؤلف عرف القيادة بقوله: «هي حال ظرفية لفرد يملك فطرة وقيماً ومعرفة، ومهارات مقبولة اجتماعياً وعلمياً ومهنياً، يسعى من خلالها للتأثير في الآخرين، بطرق إبداعية مقنعة، نحو تحقيق الأهداف الصحيحة الموضوعة – والتي أسهم بوضعها- والمنبثقة عن رؤية ملائمة ومحددة تضمن النمو، ومواجهة التحديات، وتحقق الإشباع المادي والمعنوي لدى الأتباع». أضاف المؤلف بعد ذلك فصلاً خاصاً عن التعريف بحياة الملك عبدالعزيز، ليدخل بعده في صلب الموضوع في تعريف مبادئ القيادة عند الملك المؤسس، ابتدأها عن تملك فكرة ليخلق منها رؤية. «فالفكرة كانت لدى الملك عبدالعزيز بسيطة وواضحة للفهم ولكنها كانت عميقة بجذورها في السماء والأرض والمستقبل، لتتحول إلى رؤية نجح الملك عبدالعزيز كقائد في غرسها في نفوس الجميع لتكون واقعاً مشاهَداً». واستعرض المؤلف هذه المبادئ التي وضع من أجلها الكتاب، ومنها الكاريزما الشخصية أو الهيبة كما يطلق عليها بالعربية، فلقد كان الملك عبدالعزيز «يستقي هيبته من كثير من الصفات الجسدية كالجسم ذي الطول الفارع، والعريض المنكبين، مع نظرات حادة للعيون، مع صفات أخرى خُلُقية كإدامة الصمت وطرح الأسئلة وقبل هذا إيمان بالله ودفاع عن قضيته بشكل جاد لا يستكين فيها ولا ينقل الملل لنفسه». حفل هذا الكتاب بالكثير من المشاهدات والمعاينات التي ملأ فيها المؤلف كتابه، والأغلب كانت لمعاصرين للمرحلة نفسها، سواء كانوا من جلساء المؤسس مثل حافظ وهبة أم من القادمين على بلاد الملك، مثل ارمسترونج أو من مستشاريه مثل فيلبي، لكن في النهاية الكتاب هو توصيف حقيقي لقيادة مؤثرة في بداية القرن العشرين. وأكد المؤلف في كتابه الآخر «عاشت بعد أن ماتت» على أن التجربة السعودية في الاقتصاد الاجتماعي رائدة ومميزة، وذلك من خلال 12 قصة من ثمار مؤسسة العنود الخيرية التي يتسنم المؤلف منصب أمانتها العامة، وهذه القصص هي مصداقاً للعمل – فلا خير في حكمة ولا وعي مبكر إن كان لا ينفع الناس- كما يرى المؤلف فأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وإسعاد الناس هي غاية في الشرع الحكيم، قبل أن يكون هدفاً في تعاملات الناس، وركز في هذا الكتاب على قصة مؤسسة العنود الخيرية لقربها من عين وقلب المؤلف فأخرج للقارئ عصارة هذه المعرفة. الكتاب الوحيد الذي كانت له مقدمة من طرف آخر كان كتاب «أركان القيادة في ضوء التراث الإسلامي والتجربة الأميركية» قدمه الدكتور إبراهيم المنيف الذي قال: «إن هذا الكتاب يصدر في بيئة الطفرة الثانية، كونها بيئة ملائمة ومناسبة للرؤيا التي طرحتها سابقاً»، ومما تفرد به الكتاب الإهداء الذي أمضاه صاحبه إلى رجال القوات المسلحة البواسل. قسم المؤلف هذا الكتاب إلى 15 باباً تنوعت بين استقراء للظاهرة، كباب أنماط القيادة وباب مداخل نظريات القيادة، ومن ثم معالجات للقيادة في الحضارات المختلفة كالتجربة الأميركية والتراث الإسلامي، ومن ثم تفرد المؤلف بوضع نظرية جديدة تخصه وهي نظرية «القوي الأمين»، ولم ينهِ الكتاب إلا وهو متحدث عن مشكلات القيادة في العالم العربي مع سبل إصلاحها وإخراج زعامات عربية تتقدم بالأمم والشعوب إلى مصاف المجتمعات المتحضرة. ونتوقف عند كتاب آخر مهم وهو «امرأة استثنائية زوجة ملك» عن الأميرة العنود بينت مساعد، ووصيتها الخيرة التي كانت لحظة متفردة لعطاء استمر بعدها بسنين ولم يتوقف حتى هذه اللحظة. الكتاب - كما يقول الحزيم - «ليس قصة لسيرة ذاتية، بل عمل توثيقي متكامل لحياة بدأت بالخير وخلفت بالخير وانتهت على خير، وهو دليل لأي شابة أو شاب أن يعتبره نبراساً، وهو يكل بساطة دليل مأمون مضمون العواقب لحياة سعيدة». كتاب آخر أصدره المؤلف وعنوانه «شرح الوسائل المفيدة للحياة السعيدة للعالم الشرعي عبدالرحمن السعدي»، عالم عنيزة الذي ألفه كما يقول الشارح استقاء من كتاب المصنف الأميركي الشهير ديل كارنيجي «دع القلق وابدأ الحياة» الذي ما إن قرأه «السعدي» حتى قال: «إن هذا الرجال منصف»، واشترى منها عدداً أهدى بعضه لمحبيه وترك بعضه في المكتبة العامة بعنيزة، التي أنشاها الشيخ قي فترة مبكرة، وعلى منوال هذا الكتاب الغربي وضع الشيخ مؤلفه هذا الذي كما يقول أبناؤه من أكثر كتبه انتشاراً وأوسعها قبولاً لدى القارئ العام، حتى إن بعض طبعاته وصلت إلى 50 ألف نسخة.